الإعاقتان اللتان أعمل معهما هما: السمع والبصر، تعرّفتُ عليهما، وأصبحتا زادي الذي أتزوّد منه القوة والصبر، تعلّمتُ منهما الصبر، والبصر، والبصيرة، كانتا رفيقتي في حياتي. علَّمتاني ودعمتاني، غمرتاني بفيضٍ من الأفكار والمشاعر والصبر. أنستاني همومي في لحظات الحزن عندما ألقاهما، واستمد من قوتهما وعزمهما. لقد غيّرتا حياتي تمامًا، وحققتا شيئًا من أحلامي، فما بالهما هذا الصباح غير..؟! لأن هذا الصباح يعلن فوز العربية السعودية الأصمّة منال حامد الأزوري بجائزة منظمة شباب الأعمال العالمية (YPI) في المسابقة العالمية التي تقيمها المنظمة، ومقرها بريطانيا، وستكرم منال الأزوري من قِبل الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، إنها منال التي حوّلت المحنة إلى منحة، منال التي فشلت في إيجاد وظيفة لأنّها معاقة سمعيًّا، ومع ذلك أبدعت في مشروعها بقرضٍ من صندوق المئوية بتواضع وهدوء. قصة إبداع عالمي لمنال الأزوري التي حوّلت ألم الفشل إلى تحدٍّ لإعاقتها، تجربة منال تتيح لجميع الأفكار فرصة لأن تتسلل إلى عقولنا، وأن لا نوصد الباب أمام أيٍّ منها. ثم قررتُ الخروج من هذه المشاعر، وعدتُ لقصة منال الأصمّة، فهي من منسوبات نادي الصم للنساء بجدة، وقد دعمت بقرض مالي من صندوق المئوية الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله آل سعود نائب وزير الخارجية ورئيس مجلس أمناء الصندوق. وصندوق المئوية اختارته مبادرة كلينتون العالمية، بالتعاون مع منظمة شباب الأعمال العالمية (YPI) لينضم إلى أفضل مبادرات التغيير في العالم، في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا. إن نجاح منال، ووصولها إلى العالمية هما رسالة للعقول المتكلّسة التي لم ترضَ بخوض تجربة المال والأعمال، بل تفننت في الأعذار والإحباط. رسالة عميقة جدًّا إلينا تجعلنا منفتحين على البدائل المتاحة، نخاطر بأفكار جريئة، ونتحدّى الإعاقات.. وبعد ذلك يسألونك عن «منال»..؟! [email protected]