السعودية أرض المقدسات الإسلامية وقبلة كل مسلم، ومصر المحروسة أرض الكنانة وأم الدنيا، الكيانان يمثلان قلب العالم العربي والإسلامي ومصدر القوة ومثالًا مميزًا للعلاقات بين الدول، دون منازع والتاريخ والمواقف والأحداث خير شاهد، فالمتتبع بإنصاف لسياسة البلدين يلحظ أن سياستهما لا تصب فقط في مصلحة البلدين وشعبيهما بل للصالح العام العربي والإسلامي وفي أحيان كثيرة في مصلحة العالم كله، والأمثلة كثيرة لا يتسع المقال لبعضها، وما يميز سياستهما لا تتغير بمبايعة ملك أو انتخاب رئيس وهذه ميزة قل أن تجدها في مجال السياسة وتغيير القادة في العالم، كذلك الشعب المصري والسعودي تربطهما علاقات عدة،العروبة والإسلام والمصير الواحد والدم والقربى والرحم والمصالح الحياتية على مختلف الأصعدة، يشعر بذلك كل مواطن في البلدين الشقيقين. في حفل قنصلية سلطنة عُمان في جدة بمناسبة يوم السلطنة المجيد، التقيت بسعادة القنصل العام لمصر السفيرعادل الألفي فتحدثنا حديثًا ليس طويلا عن بلدينا الشقيقين، كلانا تحدث عن السعودية ومصر فكان حديثنا واحداً كأنما نقرأ من سفر اسمه حب السعودية ومصر. فالبلدان موقفهما من معظم القضايا واحد وهما خير من تصدى للإرهاب والخوارج والمحرضين الذين تلبسوا بلباس الدين واستخدموه غطاء لأعمال عنف وتخريب وإرهاب يستخدمون المصحف في غير مكانه، يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يقصون كل الناس إلا من كان منهم وفي أحيان كثيرة يقاتل بعضهم بعضًا، تركوا من اغتصب المسجد الأقصى ومعظم أرض فلسطين، كل هذه الجماعات تحت أي اسم أو شعار أو تشكيل جميعهم وان تعددت أسماؤهم ليسوا إلا مخربين كارهين للحياة، أهدافهم التي يسعون إليها زعزعة الأمن وزرع الفتن يدعمهم الإعلام المأجور الذي قام من أجل خلق سياسة الخلافات، وقبل ذلك وبعده اعطاء صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين. كل ما يتمتع به البلدان الشكر فيه أولا وأخيرا لله عز وجل ثم لقيادتي البلدين الشقيقين وحكومتيهما، وسماحة مفتي عام المملكة وهيئة كبار العلماء والإمام الاكبر والجامع الازهر، ورجال الأمن في جميع القطاعات ولكل رجال وسيدات الأعمال في البلدين ومواطنيها. أخيراً، هذه السعودية وهذه مصر، فيهما جُمع المختلف حتى يكون مُؤتلف، تعمل قيادتاهما من أجل الوحدة الوطنية وحفظ حقوق مواطنيها والحفاظ على الأمن وكشف الحقائق والتوضيح للناس، سيراها كذلك من ينظر في تاريخ البلدين وسياستهما الحكيمة دون قلب حاقد أو حاسد أو عين مريضة، عاشت السعودية جامعة وسند كل العرب والمسلمين، وعاشت مصر القوية ودورها القومي، فمصر بخير وستظل كذلك برئيسها ومعه الحكومة والشعب والجيش والأمن فهم قادرون مجتمعين على أن تبقى مصر.. يُد تبني وأخرى تردع، والله المستعان.