تواصل المملكة وقفتها المخلصة والشجاعة إلى جانب الشعب المصري الشقيق وقيادته التي تسعى إلى إخراج مصر من الوضع المتأزم المحزن للأصدقاء والمفرح للأعداء الذي نسجته أشباح الظلام لإغراق مصر الشقيقة العريقة بالدم والحريق والنار. وبعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤثرة والمساندة للأشقاء في مصر في وجه الهجمة الغربية الغاشمة، جاءت يوم أمس تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل القوية والواضحة لتشخص بدقة الموقف الدولي المتخاذل المخاتل الذي يعمي أعينه عن الجرائم البشعة التي ترتكب في المدن المصرية وعن الحرائق التي تشعل في شوارع مصر وتلتهم دور العبادة وأقسام الشرطة والمكتبات والمتاحف والمحلات، ويتهم زوراً وبهاتاً وتلفيقاً حكومة مصر وجيشها الباسل الذي نجح في إنقاذ مصر من واحد من أخطر فخاخ التاريخ التي جربتها بلاد الكنانة. وأوضح سمو وزير الخارجية الحقائق بأن ما يحدث في مصر حالياً ليس إلا ممارسات إرهابية وأعمال حرب تجرمها كافة القوانين الدولية والشرائع الإنسانية، وتهدف إلى زرع الفتن والاضطرابات في ربوع مصر الشقيقة، بلد السلام والأمن والتاريخ والحضارات. واستغرب سموه من الموقف الدولي المساند للإرهاب والأعمال الإجرامية، والهجوم على الحكومة المصرية وقيادتها التي تنهض للدفاع عن النفس وعن القيمة والهوية والمصير. وفعلاً فإن الموقف الدولي انقلب عدائياً ضد مصر، ويثير ألف علامة استفهام، خاصة أن كثيرا من الأحداث المؤلمة في العالم مثل المذابح اليومية المؤلمة التي تشهدها سوريا، لم تثر حماس الدول الغربية لحقوق الإنسان أو الدفاع عن الإنسانية، وما تمارسه إسرائيل من جرائم يومية ضد الشعب الفلسطيني على مدى 65 عاماً لم يثر انتباه الذين فجأة أصبحوا يتباكون على حقوق الإنسان والأوضاع في مصر. وذلك ما يثير الشك لدى مواطني المملكة والمواطنين المصريين وكل المخلصين من العرب والعالم، بأن استهداف مصر، وبهذه الصراحة السافرة، وهذه القسوة والحماس والتعامي عن الحقائق على الأرض المصورة بالصوت والصورة، لم يكن استهدافاً بالصدفة أو ردة فعل عاطفية على حدث، وإنما يبدو الأمر وكأن الجيش المصري قد أحبط مؤامرة دولية كبرى مخططة لتستغل نظام الإخوان المسلمين وتتوارى خلفه لتحطيم العالم العربي. وإلا فإن الذي يحدث في مصر واضح وجلي وحدث في بلدان كثيرة، وهو أن الدولة تواجه قوى الظلام والجريمة والخارجين على الأنظمة والقوانين بقوة الردع لحماية البلاد وسلام المجتمع، فلماذا حينما استخدمت مصر الدولة والمجتمع الحق الطبيعي للدفاع عن النفس وكيان البلاد، اشتعلت العواصم الغربية بالغضب والتشنج وكأن مصر اخترعت أسلوباً جديداً، وكأن البلدان الغربية نفسها لم تستخدم القوة الرادعة والقتل أيضاً في الدفاع عن النظام ومنشآت الدولة وسلامة المجتمع وصيانة القوانين والأنظمة.