تحت هذا العنوان كتبتُ بكل التقدير والإعزاز عن رجال غيّبهم الموت، أو ترجّلوا عن مناصبهم وتركوا إرثًا من الأعمال الجليلة كانت السبب الذي دفعني للكتابة عنهم؛ أو عن قلة من الرجال مازالوا ملء السمع والبصر، تَحدَّثَتْ عنهم إنجازات إبداعاتهم، وهم أكبر من كل مديح، ولا يأبهون له. معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار واحد من الذين تَحدَّثَتْ عنهم إنجازاتهم المستمرة، وقد قرأتُ في جريدة (المدينة) في عدد يوم الاثنين الموافق 12/12/1435ه بروفايل كان عنوانه: (خبير الحج وسفير حقوق الإنسان الذي ربط بين هموم المواطن وقيادته في كثير من الجوانب يتميّز بهدوئه وإيمانه بدور العلم والمعرفة، واثق من إمكانياته وأدواته). يسعدني أن أضيف إلى ذلك جهوده الدؤوبة لتطوير التقنية المعلوماتية المتلاحقة ومواكبة تطورها، وتوظيف كل ذلك من أجل تفعيل الدور التوعوي والتطويري والخدمي لكل مرافق وزارة الحج وشؤون العمرة، وتمكين كل قطاعات الوزارة والمنتسبين إليها من الاستفادة من الدورات التدريبية وورش العمل التي تساهم في تطوير قدراتهم المعرفية والخدمية والميدانية وتسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، لم يقتصر ذلك التطوير على موظفي الوزارة ومنسوبيها، بل امتد تطوير التقنية المعلوماتية لكل مرافق وزارة الحج وشؤون العمرة، حيث تم فتح مسارات إلكترونية مباشرة بين وزارة الحج وجميع الوزارات المعنية المشاركة في تقديم وتسهيل الخدمات لضيوف الرحمن والمعتمرين في أماكن إقامتهم في بلادهم وحتى وصولهم ومغادرتهم الأراضي المقدسة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات ولي الأمر بالحرص على راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير الإمكانيات والقدرات البشرية والمعلوماتية لتمكينهم من أداء مناسكهم في أمن وأمان، ويسر وتيسير، من خلال بناء إستراتيجية طويلة المدى قُدِّرت بخمسة وعشرين عامًا بهدف الرقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، والاستعداد التام لمواكبة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار في كل عام. وقد كان للمدينة المنورة نصيب وافر من اهتمام معاليه تطويرًا وإنجازًا من أجل الرقي بالخدمات المقدمة لزوار وقاصدي مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ توّج ذلك الاهتمام بموافقة المقام السامي الكريم لتشييد مدينة الملك عبدالله للحج والعمرة في المدينةالمنورة على مساحة تبلغ حوالى مليون وستمئة ألف متر مربع، وقد اهتم معاليه برعاية وتنمية قدرات القوى البشرية والمعلوماتية، وكان من نتيجة ذلك حصول فرع وزارة الحج بالمدينةالمنورة على شهادة التأهيل، وفق معايير منظمة التميُّز الأوروبي؛ كأول جهاز حكومي في المملكة يُحقِّق تلك الشهادة وذلك الإنجاز. وقد اعتقد كثير من الناس أن وزارة الحج هي وزارة ذات طابع موسمي تتعلق أعمالها بوصول ومغادرة الحجاج والمعتمرين والزوار إلى بلادهم، وتقديم الخدمات لهم في موسمي الحج والعمرة. وإدراكًا من معاليه لدور ومسؤولية وزارة الحج -محليًا ودوليًا- عمل مع وكلائه ومستشاريه على تغيير تلك الصورة الذهنية والنمطية للدور الريادي الذي تقوم به الوزارة بخدمة الحجاج والمعتمرين، وذلك بالتخطيط المستمر والعمل الدؤوب طوال العام لتطوير كل الكفاءات البشرية والتقنية وفق منهجية علمية تتماشى مع أنظمة الجودة والتميُّز العالمية، إذ أن وزارة الحج منوطة محليًا ودوليًا بخدمة ضيوف الرحمن معتمرين وحجاج بشرفٍ وأمانة ومسؤولية، وتلك -لعمري- مسؤولية كبرى كما وصفها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز: (إن خدمة وطن يضم الحرمين والمشاعر مسؤولية كبرى). وللحديث بقية.