كشف الدكتور عالي القرشي في محاضرته مساء أمس الأول حول «سمات الخطاب النقدي في المملكة» بنادي الطائف الأدبي أن ما سيقوله جاءت به طالباته اللاتي يدرسن على يديه المناهج النقدية الحديثة، مبينًا أنه كلفهن بالبحث عن النقد الحديث وسماته، فجئن بما يثري ويغري بالسطو عليه، ذاكرًا أسماء بعض طالباته، لافتًا إلى أن هناك أسماء شابة تكتب بلغة حديثة سواء في الشعر أو النثر أو المقالة ونحن النقاد نتعلم منهم إذ هم أساتذة لنا. وعرج القرشي بعد ذلك إلى النقد الحديث، مستعرضًا ما تناوله سعد البازغي وقال إنه قدم رؤية نقدية مترهلة، بينما النقد الحديث عايش سلطة النقد التقليدي ولكنه تجاوزه بأدواته ونظرياته الحديثة وقدرته على تحرير النص من النموذج وتفعيل طاقته وجعل له خطابًا ينظمه ويخلخل سلطة النسق الذي يواجهه وهذا الخطاب هو الرؤية المركزية التي تتجه لغايات النص إبداعيًا وثقافيًا، وتجعل له علاقة مع فضاءات سياقاته، وهناك سمات النقد الحديث، منها تحرر النص من النموذج، وكسر السلطة عليه، وإعادة علاقات النص وقراءة علاماته وختم القرشي حديثه متناولًا مشهدنا النقدي بقوله: لقد شكل النقد الحديث لدينا خطابًا له سمات وملامح جميلة وجديدة، وقد علت من شأن النصوص، وجعلت له رؤية يجد الناقد نافذة تأمل في الصراع بين الذات والآخر، فيسعى لكشف تلك الذات وعلاقتها بالآخر بقراءة تتواكب مع معطيات ومغريات النص. المحاضرة شهدت عددًا من المداخلات، بدأها الدكتور خالد الغامدي تناول فيها النقد بوصفه نقد ثقافي، وليس الثقافي حديثًا أو قديمًا، وتناول النص كونه لغة، والنقد هو من يستطيع سبر هذه اللغة ودراسة العلامات فيها. فيما ذهب الدكتور حامد الربيعي إلى القول: نعيش حالة تشظي في النقد، فليس هناك نظريات مكتملة، وليس كل النقاد اليوم يفهمون النص بل البعض منهم ينقد النص دون أن يفهمة إذن لدينا أزمة فهم النصوص، وكشف ما تحت أقبيتها وهذا جاء من المولدِين من النقاد لنقد، واعترض الربيعي على مقولة القرشي: إن رؤية سعد البازغي النقدية مترهلة. أما المداخلات النسائية فبدأتها الناقدة مستورة العرابي، متوقفة عند وسائل التواصل الاجتماعي، وما أفرزته من نصوص قصيرة، مبينة أنها نصوص اللحظة، وهي تحتاج لتأمل وقراءة تختلف عن النصوص التي تكون طويلة وخارج أقواس وسائل التواصل التي تقدم نصوص ذات مواكبة للعصر.