قال أستاذ النقد بكلية التربية بجامعة الطائف، الدكتور عالي سرحان القرشي، إن كثيرا من الأطروحات الأكاديمية لطلاب الدراسات العليا لا تستطيع اكتساب الصفة النقدية، وتحتاج إلى إعادة نظر، مشيرا إلى أن الأكاديميين يتابعون أعمالا أكاديمية لا تستند إلى نظرية وهذه بلوى في الدراسات الجامعية، حينما نجد أن العنوان في جهة ومفهوم وتطبيقات الرسالة في جهة أخرى. وكان القرشي قد تناول "سمات الخطاب النقدي الحديث في المملكة العربية السعودية" في محاضرة نظمها نادي الطائف الأدبي مساء أول من أمس، قال فيها إن الناقد وجد المتلقي في أدواته ومنطلقاته قدرة على تحريك الطاقة وكشف علاقاته مع فضاء الخطاب، ولم يعد النقد مجرد حكم انطباعي على النص، ومجرد مقارنة هذا النص لنماذجه السابقه وحدوده الأجناسية، وإنما أصبح يحاول اكتشاف العلاقات ويعلي من شأن الخروج عن المعتاد في النص، وكان ما يخرج من إلف مؤشر للناقد على أن هذا النص يضيف جديدا للإبداع وللمشهد الثقافي. وأضاف القرشي: إن المتأمل للمشهد النقدي يجد أن النقد الحديث في المملكة شكل خطابا له سمات ومدارك يجب أن نتأملها من خلال كسر سلطة النموذج والمعيار، وأيضا من خلال تحريك أفق تداولية النص، وكسر تراتيبية النص، ونشوء الحوار حول تفاعل المناهج، واتساع قراءة العلامات، وقراءة المسكوت عنه، وإعلاء الهامش، وإعادة إنتاج علاقات النص، والكشف عن وجود الذات مع الأخرى في علامات النص، مشيرا إلى أن مشروع "النقد الثقافي" للدكتور عبدالله الغذامي مصطلح جعله يمثل حضورا دلاليا له سمته ووصفه الخاص. وقال في معرض رده على المداخلات، إن الناقد هو مكتشف النص والمؤول له، يستخدم جميع إجراءاته ومهاراته سواء كانت نابعة من اكتساب ثقافي قديم أو حديث، ولا شك أن أي مهارة فاعلة هي ناتجة عن اكتساب ثقافة، وأن ما يظل في إطار الرؤية والاحتكام إلى إجراءات تطبيقية يظل نقده إجرائيا غير متصف بصفة إعادة تشكيل النص أو الكشف عن أبواب النص، وبين أن قراءة المسكوت عنه موجودة في النص الإبداعي، ولكن الناقد يكشف العلاقة بين المسكوت عنه وبين علامات النص، ويحولها إلى النص الذي يعني الوجود، مؤكدا على أن وسائل التواصل الاجتماعي "الفيس بوك، تويتر" أوجدت نصوصا إبداعية على تشكيلات مختلفة. ورأى القرشي أن النقد لو كان خاضعا لنظرية يطبق فيها الناقد إجراءات النظرية ومنطلقاتها لما تكونت لدينا المدارس النقدية والأدبية التي تفاعلت واندمجت مع بعضها بعضا.