هل سيشكل صعود الصين خطرًا على المنظومة العالمية الحالية؟. وبناءً على ذلك هل على الولاياتالمتحدة أن تحتوي أم عليها أن تشارك الصين؟ أرى من وجهة نظري والتي يتفق معها الكثير أن على الولاياتالمتحدة مشاركة الصين في صعودها عبر إخراطها في معاهدات سلمية من تجارية ومدنية واقتصادية إلى معاهدات عسكرية. فإن الذين يجادلون بأن صعود الصين سوف يتسبب في مشكلات مستقبلية ويبررون بهذا ضرورة احتواء الولاياتالمتحدة لهم يستدلون بالتصرف الهجومي للقوى الصاعدة إلى قوى عظمى في العصر الحديث. إذ أنها جميعًا سعت إلى تغيير المنظومة الدولية في وقتها أوهوجمت من القوى العظمى في تلك الأحقاب خوفًا من ازدياد نفوذ للقوى الصاعدة. كما قال John Mearshiemer في China›s unpeaceful rise. إلا أنني أختلف مع هذه النظرة حين نتعامل مع الصين، لأن الصين تاريخيًا كانت دولة أو حضارة مكتفية، لم تتغير حدودها عبر أربعة آلاف سنة، كما أن العنصر النووي كفيل لحفظ السلام لأنه يهدد بالدمار الشامل لجميع من ابتغى الحرب وعلى أعدائه. كما يوضح Henry Kissinger في China:Containment Won›t Work. كما ليس للصين طموحات أيديولوجية كما كان لروسيا أيام الحرب الباردة كما يوضح Noah Feldman في Cool War:the Future of Global competition. كما أن احتواء الصين عبر تطويقها عسكريًا سوف يضيف إلى سوداوية التهديدات المدركة في العقل الصيني الذي يدرك أنه ضحية 150 عامًا من الاستغلال الغربي ويزيد من عدوانيتها. كما سيزيد احتواء الصين من شدة المعضلة الأمنية، إذ أن أي محاولة أمريكية لزيادة القوى الدفاعية حول الصين سيتسبب في إدراك سيئ للنوايا الأمريكية وكأنها تصعد للعدوان. ومما يزيد من حجية إشراك الصين بدلا من احتوائها أن كثيرًا من المحللين يرى الهشاشة في النمو الحقيقي للصين الذي لن يستمر، فقوتها العسكرية تخوى من التطويرات اللازمة لمواجهة الولاياتالمتحدة، المال المصروف على الجيش يذهب جله في الصيانة لا في البحث أوالتطوير. كما أن محاولات الصين لتعزيز سلاحها الجوي كثيرًا ما باءت بالفشل ولا تزال رجعية. وبالإضافة لذلك، فإن استمرار صعود الصين مشكوك فيه لطبيعة النظام المركزي المتعسف فيه. والذي قد ينجح في البداية لكن سرعان ما يتقهقر لعدم وجود المؤسسات التقدمية فيه. إذ أن روح التقدم إنما تبزغ مع الحرية، كما يقول Amartya Sen. وبالإضافة فإن القوة الدفاعية في الدول المحاذية للصين قادرة على ردع أي اعتداء أوجعله صعبًا. أما من الناحية الاقتصادية فإن التنين يمتلك الكثير من الديون الأمريكية ولذا فمقاطعتهم اقتصاديًا ستشل الاقتصاد الصيني وستزعزع من شرعية الحزب الشيوعي الحاكم.