سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاد المعلم أن يكون منسياً ... إن تقدير المعلم لا يقتصر على يوم ندبِّج فيه المديح ونُعلق اللوحات ، وتتلاشى تداعياتها في نهايته دون وجود أثر يبقى ، وفعل يرى النور ؛ بقدر ما يُجسِّد هذا اليوم اهتمام كل فئات المجتمع بالمعلم
أبسط حقوق المعلم أن يُخصص له يوم نقف فيه على الجهود التي يقوم بها في تغذية العقول الناشئة ، ونستلهم الدور المحوري الذي يلعبه في تشكيل الذهنية للأجيال ، ونتلمس بفاعلية الواقع الحقيقي له في مساقاته المتعددة ، ونحاول جاهدين أن نُقدَّم لهذا المُرتكز في العملية التربوية كل المُحفزات التي تعمد إلى تعميق ولائه وتُعزز من انتمائه لمهنة الأنبياء التي يتوقف عليها رُقي حضارة أو انهيار أمة ؛ فالقيم لا تُبنى إلا من خلال توافر معلم يحملها ، والاتجاهات لا تتشكل إلا من واقع سلوكيات يمارسها المعلم ، والقدوة الحسنة لا تتحقق سوى من أنموذج حي يتمثله المعلم ؛ فهل بعد هذه الأدوار التي يقوم بها المعلم من يُشكك في المكانة التي نُطالب بها له ؟! إن تقدير المعلم لا يقتصر على يوم ندبِّج فيه المديح ونُعلق اللوحات ، وتتلاشى تداعياتها في نهايته دون وجود أثر يبقى ، وفعل يرى النور ؛ بقدر ما يُجسِّد هذا اليوم اهتمام كل فئات المجتمع بالمعلم ؛ فالجهات الرسمية معنية بتقديم كل المحفزات المُعينة له في أداء عمله عن طريق توفير بيئة جاذبة تجعل منه خلاّقاً للإبداع لا روتينياً في الممارسة ، والقطاع الخاص يقع عليه واجب يستهدف تقديم التسهيلات التي تجعل من المعلم يشعر بأن دوره مُقدَّر وجهده مشكور ، والأسرة لابد وأن تؤمن إيماناً تاماً بأن المعلم شريك أساسي في تربية ابنها ؛ لذا فإن احتفاءها به في يومه يتطلب غرس محبة المعلم في قلوب أبنائها ، والتأكيد على أنه الأب الروحي لهم ، ووسائل الإعلام كما تُجند وسائطها المختلفة للاحتفال ببعض المناسبات من المنطق أن تهتم باليوم العالمي للمعلم بإعداد استوديوهات وبرامج خاصة في كل مدينة تعمل على إبراز الدور المحوري للمعلم . ولكن وبإطلالة سريعة وموضوعية على واقع وجود المطالب أعلاه - والتي أرى بداهة توافرها - نجد أننا ندور في حلقة مُفرغة لم نستطع أن نُحدد أولوياتها ؛ وبالتالي لا تعدو المناسبة أن تكون عابرة نقول للعالم في يوم معلمه : هانحن نحتفل معكم لا أكثر ؛ فوزارة التربية والتعليم - صاحبة المبادرة الأولى - لم تُحرِّك ساكناً حتى هذه اللحظة ، والمتحججون بمصادفة يوم المعلم المعتمد عالمياً في 5 أكتوبر لإجازة عيد الأضحى لا يُعفيها من رسم برنامج الاحتفال قبل بدء الإجازة والتنبيه بأن تنفيذه سيكون مع انطلاقة الدراسة بعد الحج ، كما كان من المفترض أن يكون الموقع الالكتروني الرسمي للوزارة حاضراً في يوم المعلم بنشر بروشور يعكس اهتمامها بيوم معلمها - أعتقد أن العالم الافتراضي لا يرتبط بإجازة - ولكن شيئاً من هذا لم يؤخذ بالاعتبار في أجندة القائمين على شئون المعلم مباشرة ؛ وأعتقد إذا كان حال أهل البيت يفتقد لهكذا تنظيم فليس على بقية الجهات حرج في تجاهل من تجاهله أهله . رسالة نبعثها لكل حاملي مشعل النور من المعلمين والمعلمات نقول لهم فيها : شكرًا ولا تكفي على جهودكم المُباركة ، وندعوهم فيها إلى بذل المزيد من الجهد ، ونؤكد لكم بأن رسالتكم عظيمة ومهمتكم جسيمة ، ولكن أنتم أهلٌ لها بتوفيق من الله ودعاء المُحبين لكم . [email protected]