إنها عبر في مناظر نراها، أو قصص نقرأها أو نسمعها، وإنها لتثير العجب وحتى يعرف المرء قدر نعمة الله عليه في هذا الوطن الغالي فيشكره عليها.. فهذا الطفل الهندي ويُسمّى chotu d ومن بعد وفاة والده عانت عائلته من الفقر، فاضطر لشرب لبن الكلاب لطرد الجوع، وكأنه أحد أبنائها (الوطن الكويتية). وهذه المرأة الأوغندية (جينفر) يجبرها زوجها على إرضاع صغار كلابه (جرائه)، وقصتها أن زوجها دفع بقرتين مهرًا لها، ولعدم وجود البقرتين ليرضع الجراء، فعلى المرأة أن ترضعها. حصل هذا وفقا لتسلط الزوج حتى نددت الصحف الأوغندية بمعاناة المرأة؛ ممّا أدّى إلى مطالبة البرلمان الأوغندي لتشديد القوانين على مضطهدي المرأة (م اليمامة). الحقيقة أن كلتا القصتين مؤلمة لبنى الإنسان، وتوجب العلم بأمور عدة منها أن المرء يبحث عمّا يشبع جوعه، ويروي عطشه بأية طريقة، وبسبب الجوع أكل أناس قطع من جلد البعير اليابس في الخمسينيات والأربعينيات من الهجرة، تلك قصة أسمعني إيّاها والدي مرارًا -رحمه الله- ليبيّن لنا فضل الله علينا بأن غمرنا بمختلف النعم.. واليوم نرى بواقي النعم لحوم ومختلف أنواع الأرز ترمى مع المخلفات، أو مع القمائم، بل رأيت أسوأ من ذلك رمي باقي الأطعمة في الشوارع تدوسها المركبات والمارة أحيانًا، فأين حالنا من حال من سبقونا؟ فما نحن فيه يوجب علينا الشكر الكثير لربنا، والمنعم علينا، وألا نسيء إلى الأطعمة بمعنى أنه من واجب الناس، وأخص ربات البيوت أن تختصر الطبخ على ما سيؤكل فقط، وما كان سيزيد ويرمى يبقى في كيسه أو صندوقه، ويؤجل طبخه لليوم التالي. فهل نعي هذه المواقف المؤلمة، ونتذكر تلك الأحوال السابقة ونقارنها بأحوال اليوم، ونسدي الشكر الجزيل لخالقنا ورازقنا، وأن نطبق مضمون قوله سبحانه (يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) ومن جانب آخر أنظروا إلى تلك المرأة الإفريقية كيف أجبرت على إرضاع صغار الكلاب، وهذا مثال لاحتقار المرأة والاستهانة بها، وهذا الفعل يعتبر من أقسى أنواع التسلط على المرأة الأمر الذي يؤكد براءة الإسلام وأهله من ظلم المرأة التي كرمها، وأعلى من شأنها، ورفع قيمتها إذ هي الأم والأخت والزوجة والبنت. فاللهم لك الحمد يا ربنا والشكر على أن وهبتنا شريعة سمحة تمقت الظلم والعنف أينما كان. صالح العبدالرحمن التويجري - الرياض