كشفت جولة لجنة متابعة المشروعات المتعثرة بإمارة منطقة مكةالمكرمة أمس لمبنى وزارة الحج بمخطط الحمراء غرب مكة وجود خلاف كبير بين وزارة الحج والمقاول واستشارى المشروع ومستشاري وزارة الحج حيث لا تبدو بوادر حل الخلاف الكبير والمعقد بعد إنشاء مخطط سكني على الجهة الغربية الجنوبية لمدخل الوزارة الرئيسي منسوبه مرتفع على مبنى الوزارة أكثر من ثلاثة أمتار، وكان المقاول قد توقف عن تنفيذ الأعمال المطلوب تعديلها بعد استشارة عدد من بيوت الخبرة الذين أكدوا أن إجراء التعديلات في الموقع من غير الممكن حيث يوجد مخطط سكني على ارتفاع عالٍ ويأتي مبنى الوزارة في مستوى منخفض جدًا وفي حال هطول الأمطار سيغرق دوران من مبنى الوزارة بما فيهم قاعة الاحتفالات وغرف الأجهزة الإلكترونية ومحطة تبريد المشروع. واتهم المقاول أمام اللجنة استشاري المشروع بالموافقة على شراء أجهزة تكييف لشركة عالمية لكنها مصنوعة في دولة تركيا وليس لها وكيل صيانة في المملكة، وذلك كونها بأسعار رخيصة، وبرأ المقاول نفسه من شراء هذه الأجهزة التي وصفها بغير العملية وحاول الاستشاري تبرئة نفسة وحمل مستشاري وزارة الحج مسؤولية شراء هذه الأجهزة غير العملية بل وغير الصالحة لتشغيل مبنى ضخم بحجم وزارة الحج، وحصل تلاسن بين المقاول والاستشاري بعد أن قال المقاول إنه أنجز 96% من المشروع بينما قال الاستشاري إن نسبة الإنجاز 85% وظهرت العصبية على المقاول وذكر أن الاستشاري لا يصف الوقائع على حقيقتها. وتدخل عدد من أعضاء اللجنة لتهدئة الوضع وإنهاء التوتر بين المقاول واستشاري المشروع، وقرروا مغادرة الموقع واعترفوا أن وقوفهم على المشروع وسماعهم لهذا النقاش الحاد بين مندوب الوزارة والمقاول واستشاري المشروع دليل على هوة الفجوة، وتوقع بعض أعضاء اللجنة ظهور بوادر خلافات كبيرة واحتمال عدم الاستفادة من بعض أجزاء مبنى وزارة الحج الذي بلغت تكلفته أكثر من 202 مليون ريال، ولم يستلم المقاول من مستحقاته سوى164 مليونًا وأصحاب الحقوق يطالبونه بالسداد. وحملت اللجنة الوزارة جزءًا كبيرًا من أسباب التعثر لإجرائها تعديلات في المشروع لأكثر من مرة لم تكن ضمن البنود الموجودة في العقد وترسية تنفيذ مشروع التعديلات لمقاولين آخرين بدلًا من المقاول الذي نفذ المشروع وهو أدرى بتفاصيل المشروع وتنفيذه للتعديلات أنسب. كما قامت اللجنة بجولة على مشروع مبنى مستشفى الملك عبدالعزيز الجديد بحي الزاهر والذي كان يفترض انتهاء المشروع قبل عامين وتعثر بسبب المقاولين وتم منح المقاول مهلة جديدة تنتهى 6 محرم القادم وناقشت اللجنة المقاول عن المراحل المنجزة والمتبقية، وقال المقاول: إن المشروع منته، لكن اللجنة واجهته بقول: كيف تقول منته ونحن وصلنا لهذا الموقع على التراب ولم يجهز مدخل المستشفى من الخارج، ووعد بإكماله في المدة المحددة، وقال مسؤول الشؤون الصحية بالمستشفى إن مشكلتهم الآن في إطلاق التكييف والمقرر يوم 5 ذي الحجة القادم وإذا أطلق التكييف سيتم مباشرة تركيب الأجهزة، وإكمال باقي الأعمال. كما قامت اللجنة بجولة لمستشفى الملك فيصل والذي تأخر المشروع قرابة عامين واتضح أنه أفضل حالًا من غيره حيث بدأ المقاول وضع اللمسات النهائية وتم تشغيل المستشفى وإجراء التجارب الأولية على جميع الأنظمة والمضخات والتكييف، وأكد مدير المستشفى أن المشروع شبه منته وسيقوم وزير الصحة بافتتاحه خلال موسم الحج القادم. وقال مدير إدارة تنسيق ومتابعة الخدمات بإمارة منطقة مكةالمكرمة مجدي بن رشاد زبيدي كشفت لنا جولة الأمس خللا كبيرا في التنسيق بين الجهات المنفذة للمشروعات الحكومية والاستشاري ومقاول المشروع فمبنى وزارة الحج كان مقررًا اكتمال المشروع قبل 18 شهرًا وبسبب الخلافات الكبيرة بين الوزارة والمقاول والاستشاري تعثر المشروع وكان للوزارة دور في ذلك حيث قامت بإجراء تعديلات في المبنى، وخلال الجولة لاحظنا وجود مشكلة واضحة بين المقاول والاستشاري والوزارة حيث كلٌ يرمي المسؤولية على الآخر، وسيعقد اجتماعا بعد الجولة لمناقشة جميع المشروعات التى وقفنا عليها مع الجهة المعنية والمقاول والاستشاري وإعداد محضر بكل التفاصيل ورفعه لمعالي الدكتور فؤاد غزالي وعقد اجتماع مع المديرالعام المسؤول في المنطقة والمقاول والاستشاري وإيجاد الحلول الناجعة لها، وإذا كانت الحلول ليست بيدهم يتواصل سمو أمير منطقة مكةالمكرمة مع الوزير المختص لمعالجة الوضع. وأوضح الزبيدى أن اللجنة ستقوم اليوم بالوقوف على خمسة مشروعات تابعة لأمانة العاصمة المقدسة على الطريق الدائري الرابع وجميعها متعثرة. وحول أسباب تعثر مشروعي مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر ومستشفى الملك فيصل بالششة قال الزبيدى: إن المفترض تسليم هذين المشروعين منجزين عام 1434ه ومددت الفترة للمقاولين وحتى الآن لم تنته فالتعثر كان في الفترة الزمنية بالإضافة إلى أن المقاول اشتكى نقص خدمات الاتصالات والمبنى القديم لمستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر يحتاج الى إزالة بالكامل وهذا يحتاج الى عام ونصف، وسنرفع تقريرًا للجنة متابعة المشروعات بمجلس منطقة مكةالمكرمة لدراستها مع الجهة المختصة والمقاول وعرضها لسمو أميرالمنطقة إن شاء الله. يذكر ان اللجنة تضم في عضويتها مساعد أمين عام هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة المهندس خالد فدا ومدير إدارة تنسيق ومتابعة الخدمات بإمارة منطقة مكةالمكرمة مجدي بن رشاد زبيدي ومدير تنسيق المشروعات بالإمارة المكلف ابراهيم قيري وممثلا عن شركة المياه الوطنية والمشرف على مكتب تنفيذ المشروعات بأمانة العاصمة المقدسة والمقدم فوزي الأنصاري مدير الدراسات بمرورالعاصمة المقدسة ومدير إدارة الطرق بالعاصمة المقدسة. المزيد من الصور :