img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/10_975.jpg" alt="علماء ومختصون: "داعش" نبات سرطاني.. جمع بين الفكر المنحرف وفعل التفخيخ وسفك الدماء!!" title="علماء ومختصون: "داعش" نبات سرطاني.. جمع بين الفكر المنحرف وفعل التفخيخ وسفك الدماء!!" width="280" height="180" / أكد شرعيون ودعاة أن تنظيم «داعش» جمع سلوكيات وأفعالا باطلة شوهت صورة الإسلام وأساءت لسمعته، وأن من ينتمون إليه مستعدون لارتكاب أي جريمة وبيع أنفسهم وضمائرهم لمن يدفع الثمن الأعلى، في حين يرى آخرون أنه بمثابة النبات السرطاني الذي ابتلي به جسد هذه الأمة المباركة في الآونة الأخيرة، واصفين إياه بأنه فكر منحرف وشاذ أقرب ما يكون لمنهج الخوارج، وأنه قام على فكر مغيب ومنحرف، مطالبين العلماء والدعاة كشف فساده ومواجهته، مع وجوب نشر الوعي الشرعي الإسلامي الصحيح دون تطرف أو تحزب لجماعة، وتحصين الشباب منه، حيث طالت يده كل إنسان بمفخخاته. حرب على الجميع بداية يرى رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة سابقاً الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، بأنّ تنظيم داعش جمع سلوكيات وأفعالا باطلة شوهت صورة الإسلام وأساءت لسمعته وإعلانه «الخلافة» دولة العراق والشام، يعني إعلانه حربا مفتوحة مع الجميع، الدول والأحزاب الدينية الأخرى، وحتى الذين يحملون فكراً مماثلا لفكرهم، بل حتى المنتمين للقاعدة التي ترعرع فيها مؤسّسو داعش وهذا يعني توسيعهم لدائرة القتل والاقتتال بين المسلمين وإدخال للمنطقة في مزيد من التوتر والاضطراب، مشيراً إلى أنّ تنظيم داعش اليوم عدوّ للجميع، حتى الإسلاميّين الآخرين، يعد استئصالهم الهدف الأول لتنظيم دولة داعش متى تمكن، لأنّ الذين ليس في عنقهم بيعة لأميرهم مرتدّون خارجون على الشرعيّة في رأي منظّري التنظيم، وهؤلاء المرتدّون لا تنفع معهم جزيةٌ أو حلولٌ وسطيّة أخرى وفق فهم معظم الجماعات الجهادية، مؤكداً بأنّ الدولة الإسلامية الأولى قامت على الدعوة والخلق والصبر والقول الحسن باعتراف العدوّ قبل الصديق، فنشأت أول دولةٍ للإسلام على مستوى المدينة المنوّرة تحت قيادةٍ نبويّةٍ اكتسبت شرعيّة الإجماع (نصّاً وواقعاً)، وبدأت بالاتساع بدخول الناس فيها أولاً، وبتدخّلها لرفع الظلم عن الناس ولتحرير العقول والأجساد من أغلالها، مضيفاً بأنّه تلت القيادة النبوية قيادات حققت أغلبية توافقية بين أبناء الأمّة، وفق نموذج اختيار توافقي تواترت تسميته بمرحلة الخلافة الراشدة، لقيامها على الشورى والعدل وعلى حكم الأمّة وتحت أنظارها ونقدها؛ منوهاً على أنّ الأفكار المطروحة في موضوع الخلافة في أيامنا هذه لا سند دينياً لها، على الرغم من أنها تستند إلى روايات تحمل المفردات نفسها التي تقوم عليها هذه الأفكار، ولكن بغير الدلالة والاستخدام الحالي لها، أي أن سندها «لفظي فقط» يخلو من المعنى الديني، مشدداً على أنّ أطروحة الخلافة في حديث حذيفة عن النبي حول الخلافة على منهاج النبوة لا يشير إلى توجيه المسلمين نحو نمط محدد من أنماط الحكم، وهي في أحسن أحوالها ليست إلا وصفاً من قبل من عَلِم بأحوال صعود وهبوط الأمم والحضارات، والقرآن أطال في ذكر أمم سابقة كيف بدأت بنبوّة ثم انتهت بوثنية وجبرية وملك، وأمم أخرى بدأت بنبوّة ثمّ ملك ثمّ إصلاح بجهد أنبياء أو مصلحين. قضية الخلافة ويرى الغامدي بأنّ النبي لم يتدخل في تحديد شكل الحكم، أو اختيار خليفته هو شخصياً، فلو كان ضبط شكل الخلافة مسألة مطلوبة لضبطها رسول الله منذ الأيام الأولى؛ والوقائع التاريخية تظهر لنا أنّ طريقة تداول السلطة لم تكن متطابقة حتى ضمن فترة الخلفاء الأربعة، فخلافة الصدّيق كانت بالاختيار المباشر بعد نقاش بين المهاجرين والأنصار، بينما كانت خلافة الفاروق بالعهد من قبل الخليفة بعد أن استطلع آراء من حوله من الصحابة، ثم عُيّن عثمان بن عفان بعد ذلك بطريقة الشورى بعد تشكيل مجلس استشاري من سبعة أشخاص هم من كبار شخصيات ذلك الوقت وأفضلهم تاريخاً ومكانة، وخلافة علي بن أبي طالب كانت بطريقة الانتخاب والاختيار من قبل من كان في المدينة. ولا شك بأنّ لهذا الاختلاف في الشكل والمعايير دلالة هامّة في أنّ شكل الحكم وطريقة اختيار الحاكم كانتا وفق المنهج النبوي ومنهج الخلفاء بعده مسائل دنيوية بحتة، وخضعتا لظروف المجتمع في تلك الفترة، ملمحا بأنّ الرابط الذي كان يربط بين مراحل الحكم الأربعة هو عدم الرغبة بالاستئثار بالحكم، أو عدم وجود نزعة استبدادية فيه بدافع السيطرة، مشدداً على أنّه ليس من الموضوعية مقارنة مرحلة بمرحلة سابقة لها، دون الأخذ بعين الاعتبار ظروف اتساع الدولة بشكل غير متناسب مع سنوات عمرها، وكذلك طبيعة النزاعات الناشئة فيها، بل من الإجحاف محاكمة شكل الحكم وطريقة اختيار الحاكم في تلك الحقبة، بأدواتنا الحالية بعد قرون من التطوّر في النظريات السياسية وتجارب الحكم في العالم، معتبراً بأنّ مشكلة الإسلاميين أنّهم كحال عامة خصومهم افتقدوا الموضوعية في تقييمهم للحكم ، فعمدوا إلى تصنيم التجربة، واعتبارها شكلاً مفروضاً غير خاضع للتجربة والتطوير، ثمّ لم يعاودوا النهوض من منزلق التوريث نحو الشورى والتداول، كما فعلت بقية الأمم؛ وألزموا أنفسهم بما لم يلزمهم به النص ولم يلحظوا بأنّ الخلفاء الأربعة لم يلزموا أنفسهم إلا بضرورة التجربة والإبداع وفق أسس العدل والرشد، فكانت تجربتهم تجربة بشرية رائدة ما عليها لا يقارن بما لها قطعا، مؤكداً بأنّ أصحاب فكرة الخلافة اليوم يريدون إعادة استنساخ تجربة الخلفاء الأربعة، في حين أنّها عندهم لا تتلاقى مطلقاً مع تلك التجربة لا على مستوى الفكرة، ولا على مستوى التطبيق الذي أتيح لبعضهم البدء في تنفيذه على أرض الواقع، بل هي عبارة عن تطبيقٌ مقلوبٌ بالنظر إلى التسلسل التاريخيِّ لنشوء الدولة الإسلاميّة النبويّة. شهوة الاستبداد ويضيف الغامدي قائلاً: « الخلافة التي قبلها الإنسان متحديا شهوة الاستبداد والاستكبار المرافقة للقدرة المطلقة على الأرض، أصبحت مع الوقت خلافة تسيل من جنباتها الدماء، كما خافت الملائكة، ولا يُنتظر من التطبيق المستقبلي لفكرة الخلافة كما هي في أذهان أغلب جماعات الجهاد الإسلامي أن يأتي بما هو أفضل، المشكلة في الفكرة نفسها وفي الإرث التاريخيِّ الذي ساهم في نحت مدلولها النهائيّ ضمن الوعي الجمعي كما أن الفصائل الأقل تطرّفاً من تنظيم داعش، والتي تعلن بأنّها ستترك للناس مسألة تحديد أمور دنياهم بعد إسقاط النظام، لا تشير أدبيّاتها إلى احتفاء حقيقيٍّ بقيم التعدديّة وقبول الاختلاف، فهي تنظيمات معادية للتطبيق السياسيّ الأحدث لمفاهيم التعددية، وفي الوقت ذاته فإنّ بديلها ليس نموذجا إسلاميّا للتعدديّة، بل هو نموذج تعود جذوره لعصور الاستبداد مع إضافات تفوق بتطرفها كلَّ ما مورس في تلك العصور»، مشدداً على أنّ فكر هذه التنظيمات يتلاقى مع فكر سائد بين كثير من الإسلاميّين، يقوم على نسخ فكرة آية عدم الإكراه بما يسمّونه آيات السيف، ويقزمون قيم قبول الاختلاف والآخر المختلف، ويعممون الإقصاء فكراً وسلوكاً، وينشرون دعوات القتال بدون أيِّ اعتبار لاختلاف مقوّمات الجماعات المتأهبة للقتال اليوم عن مقوّمات الجماعة الإسلاميّة الأولى التي أذن لها به. التصنيم الباطل وعن السبل الحقيقية لمواجهة وكبح انتشار الفكر المتطرف يرى الغامدي بأنّ خلل دولة داعش وما يحيط بفكرة الخلافة يكمن في التصنيم الباطل لهذه الفكرة فضلاً عما في واقع تطبيقها المزعوم من مصادمة لمحكمات الدين، حيث أنّ توضيح العلماء للحق في هذه المسألة من أهم السبل لنقض ذلك البنيان الهائج بالظلم والبطلان مع ضرورة نشر الوعي الاجتماعي لكافة شرايح المجتمعات المسلمة ، مع النصح لأتباع هذا الفكر، ومحاورة زعماء ذلك التيار ومنظريه علانية سعياً لرجوعهم لجادة الصواب أو لكشف حقيقتهم وإسقاطهم، أما المعاندون منهم والمصرون على تضليل فكر الناس أو المعتدون منهم على حرمات الناس فيدفع شرهم بمنعهم وقتال من قاتل منهم وتطبيق أحكام الله فيهم قطعاً لشرهم وفسادهم، مؤكداً بأنّ ما تنفذه «داعش» على الأرض يمكن أن يكون داخلاً ضمن إطار أجندات تابعة لجهات خارجية أو استخبارية وغير معلومة إضافة إلى أنّ هذه التنظيمات لديها تطرف بدون شك ، كما أنها مخترقة في الغالب من قبل جهات استخباراتية تسعى لتوجيهها في الاتجاه الذي يخدم أغراضها. تنظيم خليط ومن جهته يؤكدّ الداعية والباحث الشرعي الشيخ محمد الأمين، بأنّ تنظيم داعش هي خليط عجيب لا يشبه الخوارج القدامى فهي بالأصل قيادة بعثية مرتزقة، على أنّ بعثية هؤلاء ليست بمعنى مبادئ القومية العربية وأفكار صدام حسين، بل المقصود منها الشبيحة الانتهازيين المستعدين لارتكاب أي جريمة في سبيل المال والسلطة ومستعدون لبيع أنفسهم وضمائرهم لمن يدفع الثمن الأعلى، مشيراً إلى أنّ جنود التنظيم، منهم من يحمل فكر الخوارج، من المهاجرين من معاقل الخوارج التقليدية، ومثل شمال إفريقيا ومنهم من ينتسب لأجهزة المخابرات المختلفة، فتنظيمهم أكبر تجمع استخباراتي في العالم على الإطلاق وكثير من هذا مثبت بالوثائق ومنهم من هو من العشائر المحلية المرتزقة التي تقاتل مع الأقوى في سبيل السيطرة على غيرها أو مع من يدفع لها أكثر ومنهم من كان من الشبيحة ومن المجرمين فبايع وأصبح من الجنود، وكثير من هؤلاء أصبح من الأمراء، معتبراً بأنّ وصف تنظيم داعش بأنه تنظيم «غلاة» و»خوارج» خطأ فادح في مسار المعركة وفي صواب الحكم على التنظيم فالتنظيم تنظيم عميل يستعمل قوة جهادية، وهو الخطر الأكبر على الثورة، إذ نجح فيما فشل به الأسد. أساءوا للدين وفي سياق متصل يعتقد د.إبراهيم عبدالله الحازمي بأنّ تنظيم داعش خرج مؤسسها من سجون الأمريكان في العراق ولذلك أصبحت الرؤية عنه في البداية ضبابية وغير واضحة وخاصة أنّهم مجموعة شباب عذبوا في السجون ثمّ خرجوا مع وجود التعذيب والتهجير لأهل سوريا وسنة العراق، والإسلام منذ عهد الرسول وصحابته الكرام وهو يبتلى بمثل هؤلاء فقد تكلم بعض الناس على الرسول وأنّه لا يعدل عندما كان يوزع الغنائم كما في الصحيح وقال: «يخرج من صلب هذا الرجل رجال تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأمر بقتالهم وأنّهم كلاب النار، مؤكداً بأنّ أمثال هؤلاء خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب في معركة النهروان وحاربهم وانتصر عليهم ثمّ كانوا هم ممن قتله رضي الله عنه وقتلوا أناسا من المسلمين وكانوا يتورعون عن أكل التمرة الساقطة من النخلة ولا يتورعون عن قتل المسلم والمسلمة ولا يقاتلون أهل الأوثان وعباد الصليب ولذلك جاءت النصوص في القرآن العظيم. والسنة الصحيحة في التحذير من الغلو والتشدد وتكفير الناس إلا بضوابط معروفة معلومة بالادلة والبراهين. وكل الأديان والشرائع يظهر فيها بعض الغلاة والتشدد والإرهاب، مؤكداً بأنّ سبب ذلك بعد السبر والتتبع يعود إلى أنّهم خرجوا من السجون وشدة التعذيب وهذا ماجعلهم يعشقون الدم وينحرون الناس وينقلون ذلك بالصور إضافة إلى جهلهم وعدم فهمهم لنصوص الكتاب والسنة وإنّما أخذ بعض النصوص فهم صغار الأسنان سفهاء الأحلام، مؤكداً بأنّهم أساءوا للدين وأهل الإسلام بتشويه سماحته وإحسانه عبر قتلهم لأهل الإسلام وتركهم لليهود والنصارى، مشدداً على أنّ الغلو في الدين من أسباب الهلاك والدمار ولذلك نهينا عنه إذ أنّ أمر الخلافة أمر عظيم وكبير في الإسلام ولذلك يحتاج الي شورى ومخاطبة الأمصار وأهلها أما أن تأتي مجموعة صغيرة تختطف الجهاد ثمّ تطلب مبايعة (فلان)أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين فهذا خلاف العقل والنقل. محاضن الجيل وعن السبل الحقيقية لمواجهة هذا التيار، يرى الحازمي بأنّه لا يقوم بدين إلا من أحاطه من جميع جوانبه ولذلك لابد من فهم القرآن والسنة على فهم السلف والعمل على ملازمة العلماء الكبار والإستفادة من وسطيتهم وعلمهم وخبرتهم في الحياة وتربية النشء تربية إسلامية والاهتمام بمحاضن الجيل المسلم والإبتعاد عن التسرع والتشدد والغروروالإعجاب بالنفس، وكذلك المناصحة إضافة إلى توفير مجالات العمل وإبعادهم عن البطالة والضياع والحماس الزائد، مع العمل على إصلاح المجتمعات الإسلامية والحث على تطبيق الشريعة ومحاربة مظاهر الفسق والإلحاد، معتبراً بأنّ هناك اختلافات حول منشأ التنظيم حيث أنّ البعض يتهمهم بأنّهم صنيعة الإستخبارات الأمريكية أو بأنّهم صناعة الإستخبارات السورية لك الواقع يثبت بأنّهم شباب لديهم فكر منحرف وشاذ أقرب مايكون لمنهج الخوارج ومثلهم ما فعله جهيمان العتيبي وأتباعه في حادثة الحرم المشهورة ومنع الناس من الصلاة فيه ومطالبة الناس بمبايعة المهدي (زعموا) وهذا الفكر موجود في تاريخنا وفي واقعنا المعاصر. تنظيم مارق أما الكاتب والمحلل السياسي د. سعد بن نامي، فإنّه يرى بأننا نستطيع أن نسترشد بأقول علماء المسلمين المعاصرين بشأن فساد تنظيم داعش وما يصدر منه من مممارسات ليس فقط إعلانه ما يسمى الخلافة الإسلامية فحسب؛ وإنّما ما سبق ذلك وما تلاه من ممارسات لا يقبلها عاقل، وقد وصف بعض العلماء هذا التنظيم بأنّه تنظيم مارق خارجي ومجرم، وقد رأى إعلان هذا التنطيم للخلافة بأنّه وهم وسراب، ومن هذا المنطلق نتفق مع من وصفهم بالحشاشين الجدد; لأنّهم عطلوا العقل وعاشوا في الوهم بعيداً عن الواقع، وبذلك صارت أداة تحركها بعض الدول الإقليمية وفق مصالحها وطموحاتها التوسعية وخاصة دولة الشر إيران التي قام نظامها على الارهاب والاغتيالات والتصفية داخل إيران وخارجها منذ انتصار الثورة الإيرانية واستمر في ذلك إلى الوقت الحاضر لتنفيذ مشروعه التوسعي في المنطقة، مؤكداً بأنّ ما تمارسه القوات والميليشيات المنتمية لهذا النظام في العراقوسوريا ولبنان واليمن لخير دليل على ذلك، مشيراً إلى أنّ إيران استخدمت هذا التنظيم كما استخدمت سلفه تنظيم القاعدة في العراق واليمن وكون قيام تنظيم داعش على فكر مغيب ومنحرف فيستلزم مواجهته وتحصين الشباب في الدول الاسلامية تجاهه، وذلك بإبعادهم عن مناهج التطرف ومصادره واحتوائهم ثقافياً، وإبراز سماحة الدين والتدين وغرسه في نفوس النشء منذ صغره والاستمرار في ذلك حتى نتيقن من وجود حصانة قوية لدى الشباب، مع ضرثورة احتواء الشباب وتوجيههم وخاصة من يلاحظ عليه توجهات متطرفة ومنعه من انجرافه إلى التيارات الضالة والمنحرفة. تنظيم أحمق وفي سياق متصل يؤكدّ الكاتب والباحث الشرعي داود العتيبي، بأنّ تنظيم داعش طال يده كل إنسان بمفخخاته التي استهدفت الجميع فكان أول تنظيم أحمق يخسر الأصدقاء والأعداء في آن معا، فتحرشت بأحرار الشام وقتلت منهم كما دأبوا على تخوين جيش الإسلام وفلان وعلان وتكفيرهم وكأنّهم يجرونهم للصدام ويقولون لهم حي على النزال، بل يعِدون بالقتل والتقتيل وبالويل والثبور لكل مخالف لهم، مشدداً على أنّ معالجة الفكر الداعشي من غير معالجة لفكر القاعدة تبدو هباء منثوراً حيث إنّ داعش جاوزت القاعدة ولكن القاعدة تمثل بيئة خصبة لنشوء داعش أخرى حيث الانفلات في التكفير وتخوين كل عالم نحرير، مشيراً إلى أنّ فكر الجولاني وطرحه يعدّ سابقة في فكر هذا التنظيم ونقلة نوعية، ومن هنا يجب معالجة هذا الفكر الذي فصل الجهاد عن علماء الأمة ومفكريها وكِبارها وجعل نفسه بمعزل عنها، مشيراً إلى أنّه من المفارقات العجيبة أنّ بعض التكفيريين أصبح هو الآن شرعيا في داعش حيث كان في جبهة النصرة فحصل أن عوقب وسُحب منه السلاح جراء انفلاته التكفيري حتى جاءتهم داعش فأنقذتهم وفتحت لهم المجال الرحب ليكفروا من شاؤوا، مشدداً على ضرورة نصح الشباب وتحذيرهم من هذا الفكر ومن هنا فإنّ هناك دورا مهماً وكبيراً يقع على عاتق علماء الأمة الذين من واجبهم العمل على نصح الشباب وفضح الغلاة المجرمين منهم وتحذير من غرر بهم في مثل هذه الساحات. غياب دور العلماء من جانبه يرى الأكاديمي والباحث السياسي السيد أبو الخير، بأنّه يجب أن نعرف أنّ المخابرات الامريكية أنشأت أكثر من ثلاثين قناة فضائية شيعية لسبّ الصحابة لذلك يتم تشوية الإسلام لالصاق تهمة الارهاب به وتغطية على القتل الذى يحدث للمسلمين فى معظم دول العالم بحجة محاربة الارهاب، مؤكداً بأنّ غياب دور العلماء أكبر سبب لما نحن فيه لذلك عليهم توضيح مثل هذه القضايا والوقوف فى وجه المخططات التي توضع للقضاء على الاسلام الرسالي الوسطي، مشدداً على أنّ السبل الحقيقية لمواجهة وكبح انتشار الفكر المتطرف يكمن في بيان دور العلماء الصادقين وأبرازه ويجب عليهم أن يتناولوا كافة الأحداث على الصعيدين الاقليمى والدولي من وجهة نظر الشريعة الاسلامية كما يجب التركيز على بيان وجهة نظر الاسلام الصحيحة فى كل الأحداث على الساحة، مشيراً إلى أنّ هناك حركات اسلامية أنشأتها المخابرات سواء الأمريكية أو الاسرائيلية لتشوية صورة الاسلام، ومن هنا علينا أن نعرف بأنّ تنظيم داعش هو تنظيم غير واضح في المنشأ والأهداف، إضافة إلى أنّ الساحة باتت شبه خالية من علماء ربانيين حيث إنّ الناس تريد عالم رباني يلتفون حوله ومن هنا يجب على الاعلام بكافة وسائطه أن يبحث عنهم ويتقدم بهم الصفوف وتلك مسئولية الاعلام الحقيقية. الظاهرة قديمة-حديثة وفي نفس الإطار، يرى الأكاديمي والباحث الشرعي زين العابدين المخزومي، بأنّ هذا الفكر ليس وليد اليوم، بل كان موجوداً منذ عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وهم معروفون بين العلماء وعامة الناس بلقب (الخوارج) الذين يعبدون الله بالغلو والخوف فقط، فهذه الظاهرة قديمة-حديثة ستظل قائمة، مؤكداً بأنّ السبل الحقيقية لمواجهة وكبح انتشار الفكر المتطرف خصوصاً وأنّ مثل أفكاره تلقى رواجاً لدى فئة، لا يكون إلا بوسائل محددة حيث أنّ الوسيلة الأولى تكمن في نشر الوعي الشرعي الإسلامي الصحيح، المرتبط بالكتاب والسنة دون تطرف أو تحزب لجماعة، الإسلام الذي يجمع الأمة تحت اسم واحد. مشيراً إلى أنّ ما تنفذه «داعش» يمكن أن يكون بالفعل أجندات تابعة لجهات خارجية أو استخباراية وغير معلومة، فقد تلتقي مصالح هذه الفرق مع بعضها في عداء المسلمين.
أكد أن هناك دعاة ومشايخ روجوا لهذا الفكر العلي: على جميع من روج للخلافة أن يخرجوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح فساد داعش وفي نفس الإطار يعتقد الأكاديمي د.عبدالرحمن العلي، بأنّ داعش لا يوجد لها فكر يشكل هوية حقيقية إنّما هو اقتباس منهج اسلامي به غلو تستهدف من خلاله اجتذاب فئة من المسلمين والذين يعتقدون بداخلهم بفساد بعض الحكومات ووجوب محاربتها ومن هنا تقوم فلسفتهم على إقامة خلافه اسلامية مستغلين ما قام به بعض المشايخ من ترويج لقرب الخلافة الاسلامية والملحمة الكبرى التي روج لها بعض مشايخ الدين في خطبهم، مشيراً إلى أنّه لمحاربة هذا الفكر لابدّ وبصورة عاجلة أن يقوم جميع مشايخ الأمة الإسلامية وأولهم من روج لهذه الخلافة بالخروج على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الاعلام بنبذ ذلك وتوضيح فساد داعش وأنّها بعيده كل البعد عن الخلافه الاسلامية قولاً وفعلاً وللعلم أغلب من ذهب من الشباب هم ذهبوا للجهاد ليجدو أنفسهم في أحضان داعش بلا رجعة، مؤكداً بأنّه يجب إيقاف تدفق هؤلاء الشباب والسلاح والتمويل عبر الحدود التركية والقبض على كل من يساهم أو يساعد على إرسال هؤلاء الشباب لذهاب تحت ذريعة الجهاد، معتبراً بأنّ انخراط بعض أعضاء التنظيمات لداعش يعود لسببين الأول ضعف تلك التنظيمات مقابل الدعم السخي الذي تقدمه داعش والسبب الاخر قوة داعش وبطشها بمن يعمل مع باقي التنظيمات يَجْعَل منهم يهربون ليلتحقو بها لأخذ بعض الأمان في ضل فقدهم الأمل للعودة لديارهم، مؤكداً بأنّ داعش تتبع جهات دولية لدول معروفة في المنطقة بعلم من الحكومات الأخرى ويتم دعهما فهذا أمر لا يخفى على أحد فهي لم تخلق من فراغ بذلك السلاح والعتاد والتمويل فلو أوقفت تلك الدول دعمها لداعش لانتهت في ليلة وضحاها كونها لا تمتلك حاضنة شعبية في أي من المناطق التي هي بها. أفكار داعش ويرى العلي بأننا لو أردنا أن نتتبع من هم أفراد داعش لوجدنا أنّهم يتوزعون إلى ثلاث فئات الفئة الاولى وهم المقاتلون المرتزقة وهم القياديون نظراً لخبرتهم في العمل القتالي منذ زمن في الشيشان وأفغانستان والعراق والبوسنة وقد تمّ الاستعانة بهم من مخابرات الدول المؤسسة لها وجعلهم كنًواة لتأسيس داعش والفئة الثانية هم من فلول جيش صدام السابق ومن حارب القوات الامريكية في العراق والفئة الثالثة هم من المغرر بهم للجهاد من مختلف البلدان ويجهلون حقيقة داعش ليجدوا أنفسهم متورطين في مستنقعها، منوهاً على أنّه من الواضح بأنّ من أسس داعش بدأ في فقد السيطرة عليها في الآونة الأخيرة وفيما يبدو أنّها بدأت تسلك مسالك أخرى غير ما أسس لها خصوصاً بعد أن استطاعت مضاعفة قوتها بما حصلت عليه من سلاح وعتاد من مخازن الجيش العراقي بعد تعاون قيادات الجيش العراقي وانسحابهم من مقارهم وترك كل شيء خلفهم بتنسيق مع قيادة جيش النقشبندية، مؤكداً بأنّ أمر صمودها لفترة زمنية أمر غير وارد في حال تمّ مجابهتها للتخلص منها كما أنّ أمر توسعها الى دول مستقرة أمنياً ولديها قوات مستعدة أيضاً أمر غير وارد فقد استغلت عدم الاستقرار والانفلات الأمني بالعراقوسوريا، مضيفاً بأنّ داعش تعلم بأنّ أي تهور منهم بالاعتداء على الأردن أو الكويت أو السعودية سوف يكون بالنسبة لهم النهاية ولنا اقرب مثال في ما هو حاصل الآن من تحالف دولي ضدهم عندما فكروا التوغل في اقليم كردسان أما تركيا فإنّهم لا يفكرون في معاداتها لأن حدودها هو الشريان الذي يغذيهم.
أشار أنهم كابن ملجم والراسبي وابن حطان وغيرهم من رؤوس الخوارج بابطين: بمثابة النبات السرطاني الذي ابتلي به جسد هذه الأمة المباركة في الآونة الأخيرة من جانبه يعتقد الأكاديمي الشرعي وعضو الجمعية الفقهية السعودية د. خالد بن أحمد بابطين، بأنّ داعش هو بمثابة النبات السرطاني الذي ابتلي به جسد هذه الأمة المباركة في الآونة الأخيرة، فما تنفسنا وتنفس العالم قليلاً - من ويلات القاعدة - بعد مقتل قائدها؛ حتى نبتت نابتة (داعش)، فإنّه لا يشك عاقلان، ولا تنتطح عنزان في فساد هذا التنظيم، مؤكداً بأنّه امتداد لمنهج وفكر الخوارج، وما الصور المفزعة؟ والمناظر المزعجة لقطع الرؤوس هنا وهناك وآخرها قبل أيام في حضرموت، إلا وهي تذكرنا بابن ملجم، والراسبي، وابن حطان، وغيرهم من رؤوس الخوارج الأوليين، معتبراً بأنّ (القاعدة) و(داعش) وجهان لعملة مزيفة واحدة، مضيفاً بأنّ هذا الفكر الداعشي المنحرف جمع سيئتين: الأولى فساد منهجه حيث هو فكر خارجي. والثانية: سذاجة أتباعه والقائمين عليهم، حيث إنهم صنيعة جهات استخباراتية اخترقته حتى النخاع، فهو في الحقيقة ينفذ أجندات وأهداف دول في المنطقة، أوهموهم أنهم أقوياء، وأنهم قادرون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح جهات معينة، مشيراً بأنّه لا يخفى على أحد أنّ تنظيم (داعش) لا زال يقاتل ويحارب الثوار السوريين ويؤخر تقدمهم نحو دمشق، وأنّ النظام البعثي العلوي ساكت عنهم، ولم يوجه لهم أي ضربة، ولم يفجر فيهم أي برميل من براميله المتفجرة التي تتساقط على السوريين الأحرار بل انسحب له عن مواقع استراتيجية صار الداعشيون يسرحون ويمرحون فيها، واصفاً الإعلان عن ما سموه ب(الخلافة الإسلامية)، بالإعلان الفاجر والكاذب والتي قاموا فيها بمبايعة خليفة للمسلمين في رمضان المنصرم؛ فما هو في الحقيقة إلا أضحوكة العام ونوع من الرهطقة والخبل، والجهل التام بالسياسة الشرعية والواقع فكيف يُعلن خليفة مزعوم والدول الإسلامية قائمة، وفيها حكامها المسلمون، ورايات الدين ظاهرة؛ مضيفاً في قوله: «ما هذا الإعلان المشؤوم إلا لزيادة تفرق الأمة وتفككها!!، ومن أين أتى هذا الخليفة بسلامته؟! ومن بايعه؟ بل من نصبه على المسلمين؟! ما بايعه ونصبه إلا الخوارج القتلة الذين هم على دين ومنهج ذلك الأحمق البغدادي، وإلا فإنّ المسلمين لا يرتضونه خليفة، ولا يلزمهم شرعاً مبايعته ولا الوقوف بجانبه، بل الواجب التحذير منه، والتنفير من طريقته (وهي الخروج)؛ كيف ولولاة المسلمين في بلدانهم بيعة شرعية صحيحة لمن ولاه الله عليهم؟!». وعن السبل الحقيقية لمواجهة وكبح انتشار مثل هذا الفكر المتطرف، يرى بابطين، ضرورة تحذير النشء في البلاد الإسلامية ومن هذا الفكر المتطرف، وبيان خطورته على المجتمعات، وبخاصة الشباب الذين تغلب عليهم النزعة العاطفية وتنقصهم الخبرة في معرفة المناهج المختلفة، وعلى رأسها تنظيم (داعش)، الذي يركز على عاطفة الشباب نحو الدين، وتصوير مجتمعات المسلمين بأنّها مجتمعات فسق وفجور، تحارب الدين والمتدينين، وأنّ الحكومات في العالم الإسلامي لا تدافع عن المسلمين الذين يقتلون في كل مكان، وأنّها توالي النصارى وتدافع عنهم كل هذا وغيره جعل الشباب ينجرفون إلى هذا التيار، وأقل شيء أنّهم كسبوا تعاطف كثير من الشباب، مشدداً على أنّ هذا التنظيم يجيد استخدام الصورة وأثرها في النفوس، فصاروا ينتجون أفلاماً، ويحترفون إعداد مقاطع تروج لدولتهم المزعومة ومن يدخل على تويتر وعلى الفيس بوك يشاهد حسابات وصفحات تمجد هذا التنظيم المتطرف، وتنشر أخباره وصوره، بل وتنشر عمليات الذبح والنحر على أنّها تنفيذ لأحكام الله تعالى وتطبيق لشريعته بسبب تأثرهم بالصورة والمونتاج الاحترافي، مهيباً بأهمية نزول العلماء والدعاة إلى مستوى الشباب، والجلوس إليهم، والاستماع لما يطرحونه من الشبهات التي يقذفها الداعشيون في قلوبهم، ومن ثمّ الردّ عليها بالحجة والبيان، والعقل والمنطق، وبيان خطورة هذه المزالق والمسالك، وكذلك يجب تكثيف البرامج التوعوية في كافة وسائل الإعلام، وإقامة المخيمات والملتقيات الدعوية والتثقيفية التي تحتضن الشباب، وتجذبهم وتملأ الفراغ القاتل لدى الكثير منهم، مؤكداً على ضرورة حرص الحكومات الإسلامية على مراعاة أحكام الشريعة، والتحذير من المجاهرة بالمنكرات، ومحاربة مظاهر الإسلام في بلدانهم التي تؤدي إلى الاحتقان بحكم الغيرة على محارم الله؛ فإنّ ذلك يجعل فئاماً من الشباب - صغار السن - يصدقون دعايات (داعش) بأنّه حكوماتهم تحارب الإسلام، وأنّها تشجع إقامة المنكر، ولا تسمح بالخير، منوهاً على أنّ بعض الشباب قد يستثار في بعض البلدان بسبب تفشي المنكرات العامة دون أن يجد من ينكرها أو يقلل منها، ومن هنا يجب نشر العلم الشرعي الصحيح ، والتوسع في فتح الجامعات الإسلامية والكليات الشرعية التي تكون سداً منيعاً لانتشار الفكر المنحرف، وطرد الأفكار المنحرفة، مشدداً على ضرورة دور الأسرة المسلمة في التوجيه والرعاية لأولئك الشباب واحتضانهم؛ فإنّها الركيزة الأولى في كف شر (داعش) والداعشيين.