نشرت صحيفة «الوئام» مؤخراً خبراً عن مواطن ثري، من هوامير العقار لدينا، وقد استأجر في تركيا فندقاً كبيراً وفخماً، بأكمله ولمدّة أسابيع، له ولزوجاته الأربع وأبنائه، وزاد على ذلك بأن نصب خيمةً كبيرةً له في حديقة الفندق، مُجهزة بأفخم الأثاث، لاستقبال ضيوفه الأعزّاء!. وحال نشر الخبر، انهمرت تعليقات القُرّاء السعوديين على موقع الصحيفة كوابلٍ من المطر، مُندِّدةً بالهامور، حتى أنّ بعضهم قالوا صراحةً أنه ربح منهم داخل الوطن ببيع العقارات بأسعار فاحشة، ثمّ هاهو يستمتع ويدعم السياحة خارج الوطن ببذخ فاحش!. هذا واحدٌ من التعليقات، وهناك غيرها كثير، وبسببها أتساءل: هل من حقّ هواميرنا الأثرياء أن يُظْهِرَوا مدى ثرائهم حتى إن تولّدت عن الإظهار مشاعر سلبية عند ذوي الدخل في مجتمعنا؟ أم أنّ هذه هي حياتهم الخاصّة، يستمتعون بها كيف يشاؤون، ولا دخْل لغيرهم بها، طالما كانت وسائل الاستمتاع ضمن القانون؟ وهل مثل هذا الإظهار حلال أم تُراه مُحرّم شرعاً وإلّا ما خُسِفَ بقارون وداره لباطن الأرض بعد أن أظهر زينته وثروته للناس، مُفتخراً وباغياً بها على قومه؟. أنا أرى أنّ الثراء نعمة، وأنّ التحدّث به واجب، إذ يقول الله عزّ وجلّ في سورة الضُحى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، لكنّ الإظهار الذي تشوبه «الفشخرة»، كما فعل هذا الهامور في تركيا فيطغى المذموم فيه على المحمود، ويحصل منه استفزاز غير مُحبّب للناس، وليت هواميرنا يدركون ذلك ويتقون!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب تقول فيها : إنّ بعض هواميرنا يشوّهون صورتنا في الخارج بهكذا أفعال، وللوطن جمائل عليهم في تكوين ثرواتهم، وما هكذا يجازونه، ولهم في بيل قيتس أسوة حسنة، إذ هو من أثرى أثرياء العالم، ومع ذلك فلم نسمع عنه أنه «تفشخر» واستأجر فندقاً بالكامل أو حتى طابقاً واحداً فيه خلال زياراته حول العالم، رغم أنه يتبرّع بالمليارات لصالح أعمال الخير الإنسانية!. @T_algashgari [email protected]