أعاد لنا التلفزيون المصري، في عيد هذه السنة، بعضاً من ذكريات الزمن الماضي الجميل، بعرضه مسرحية «مدرسة المشاغبين» الشهيرة، من بطولة عادل إمام، وسعيد صالح، وسهير البابلي، ويونس شلبي، وغيرهم من الفنّانين الذين نبغوا في فنّهم الكوميدي الأصيل، وبلغوا فيه شأناً كبيراً، لا الفنّ التهريجي المُزيّف كما هو الحال الآن عند غيرهم كثير!. ومن يتفرّج على المسرحية يظنّ أنها مُثّلَت للعصر الحالي، لا لعصرٍ انقضى منذ حوالي أربعة عقود، بما تطرّقت إليه من ظواهر سلوكية تتّصف بالسلبية بين أوساط الطلّاب، وما زالت موجودة في مجتمعاتنا، العربية عموماً، والسعودية خصوصاً، ولم تندثر، ولم تنقرض، رغم كلّ الجهود التي بُذِلَت للقضاء عليها والتخلّص منها!. ظواهر مثل: كُرْه الطلّاب للمدارس، و»صياعة» وانحراف بعضهم، والاستهزاء بالمناهج الدراسية، وازدراء المعلِّمين، بل وازدراء مديري المدارس، حتى آل الأمر الآن إلى ضربهم والاعتداء عليهم وعلى سياراتهم، وعدم استشعار الطلّاب عموماً بأهمية التعليم لحياتهم، ولمستقبلهم الشخصي، ومصير أوطانهم!. المسرحية عالجت بنجاح هذه الظواهر بشيء واحد، وهو كلمة سر تفتح باب حلّ كثيرٍ من المشكلات الاجتماعية، ألا وهو «الحوار» بين الطلّاب والمسئول التعليمي، وهو ما يغيب عن مشهدنا التعليمي إلّا قليلاً، وليته يكون منهجاً نظرياً رئيساً في مدارسنا، وبرنامجاً حياتياً وعملياً وتدريبياً، مثله في الأهمية مثل أهم المناهج الدينية والعلمية والأدبية، فالحوار ثقافة قرآنية أذِن بها الخالق، فلماذا ينأى عنها المخلوقون؟!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب تقول فيها إنّ الحوار المدرسي مهم، لكنّ الحوار المنزلي بين أفراد الأسرة الواحدة أهم، فهو الأساس المتين لبُنية الحوار في الوطن كلّه، وهو ما تفتقر إليه كثيرٌ من الأُسَر، الأمر الذي جعلها للأسف بيوتاً.. للمشاغبين!. @T_algashgari [email protected]