تحركت وزارة التربية والتعليم باتجاه مسرحها وخلقت حالة مسرحية مبهجة عبر ذلك التعاون الجاد بين الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث والإدارة العامة للنشاط الطلابي بالوزارة، تمثّل في عقد عدد من الدورات التدريبية في مجال المسرح بلغت ثلاث دورات، وبلغ مجموع من شاركوا فيها من منسوبي التربية والتعليم أكثر من 100مشرف ومعلم تم توزيعهم على ثلاث دورات مسرحية. وكانت آخر الدورات تحت مسمى “المسرح التربوي 3”، وانطلقت في الحادي عشر من شهر صفر الجاري واستمرت حتى الخامس عشر من الشهر. خلال هذه الدورات تحلّق مسرحيو وزارة التربية والتعليم، من مشرفي العموم، ومشرفو الإدارات التعليمية، والقائمين على الأنشطة المسرحية بالمدارس حول الطاولات المستديرة، تبادلوا الهموم المسرحية ووسائل التغلّب عليها، كما تبادلوا الخبرات المسرحية، ونفذّوا العديد من ورش العمل، وأداروا الكثير من النقاشات، واستعرضوا تجارب عديدة ومدارس ومناهج وأشكال فرجوية مختلفة. وتنقّل المشاركون في الأسابيع التدريبية بين مختلف فنون العمل المسرحي، من “الكتابة المسرحية.. وأسسها ومبادئها”، كما تعاملوا مع نصوص وقصص مختلفة حوّلوها إلى مشاهد حوارية بسيطة، ثم قاموا بأدائها على شكل أدوار ومشاهد مؤداة على الخشبة، وانتهاء بالإخراج المسرحي والقراءات النقدية للنصوص والعروض المسرحية. وكان اليوم الأخير للدورة الثالثة عامرًا بالتطبيقات العملية، وكان بمثابة تطبيق عملي على العروض المسرحية بشكل عملي، حيث توزع المشاركون مختلف المهام بعد أن تم توزيعهم على مجموعتين، قدمت كل مجموعة مشروعًا مسرحيًا تم عرضه على خشبة المسرح، واختار كل مشارك مهمة مسرحية معينة، حيث قام علي بن خلف الشمراني بإخراج مسرحية “عيادة الأفعال” التي كتبها فهد الحوشاني وقام بأدوارها كل من: مشرف عام النشاط الثقافي بوزارة التربية أحمد محمد شبير ومشرف النشاط الثقافي بتعليم مكة أحمد حميدان الحربي وعبدالله العويد رئيس النشاط الثقافي بالأحساء وعلي العمودي مدير النشاط الثقافي بتعليم بيشة. أعقبها قراءة نقدية لهذا العرض لوائل سليمان الزمزمي. وتنوعت مهام المشاركين وأدوارهم، بين الإخراج المسرحي، والإدارة المسرحية، وفنون الإضاءة، والديكور، والسينوغرافيا، والإكسسوارات، والمكياج، والأزياء، والإضاءة المسرحية، ولجان الاستقبال والتقديم وتعرّفوا على مهام كل فرد في فريق العمل. العروض المقدمة كانت عبارة عن مسرحيات منهجية، الأمر الذي جعلها تلامس حاجة المسرح التربوي، وتعطي المشاركين خبرات مباشرة في التعاطي مع “مسرحة المناهج” كمشروع ريادي يؤمل منه أن يجعل من المسرح وسيطًا تربويًا فاعلًا. تميّزت الدورة بتنوّع الأساليب التدريبية، بين “ورشة العمل- النقاشات- التدريبات العملية- الحوارات- العصف الذهني واستمطار الأفكار”، كما ساهمت أوراق العمل المقدمة في إيصال كثير من المفاهيم المسرحية، وكان التركيز على التدريبات العملية. الدورة احتضنتها مدينة جدة، وأشرفت عليها الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث، وأقيمت في فندق الأزهر، كما احتضن مسرح مكتبة العامة بجدة الجانب التطبيقي للدورة. أشرف على تقديم الدورة المسرحي اللذيذ وائل سليمان زمزمي رئيس مجلس إدارة فرقة “كيف للفنون المسرحية بمدينة جدة”. كما قُدمت في ختامها ورقة عمل للمسرحي المميز ياسر مدخلي، تضمّنت العديد من الإضاءات المسرحية عن موضوع مسرحة المناهج وضمّنها رؤاه حول هذا الموضوع، رافضًا فيها ما يُردد من وجود أزمة نص، وطالب بضرورة الجنوح إلى “مسرحة المناهج” بلغة سهلة ومفهومة وعميقة دون تسطيح أو تقعّر منفر. كما أكد أهمية خلق الوعي بأهمية المسرح التربوي، حيث يمثّل اليوم أهمية قصوى في التنوير وبث القيم والمضامين المختلفة، مشيرًا إلى أن الطفل والشاب السعودي يمثّل حالة خاصة، فالمسرح لا يمثّل موروثًا ثقافيًا ولا شأنًا حياتيًا.. فالطالب المصري والأردني والسوري -على سبيل المثال- يرى المسرح والعروض بشكل شبه أسبوعي، وأما لدينا فهو أشبه بهدية العيد التي لا يحصل عليها الطفل سوى مرتين كل عام هذا إن حصل عليها. الرضا عن الدورة بين المشاركين فيها كان عاليًا من حيث كونها توّجهًا للوزارة، وإن اختلفت الآراء حول بعض الجزئيات المتعلقة بالدورة. * المخواة