يقدر حجم سوق العطور بالسعودية بعشرات المليارات من الريالات سنويًا، وذلك نسبة إلى الطلب المتزايد على مختلف الأصناف المحلية والمستوردة، ما دفع العديد من الباعة لاستثمار ذلك الإقبال الكبير على العطور عبر بيع نسخ مغشوشة ومقلدة منها. ويعد سوق العطور بمدينة جدة من أهم الأسواق على مستوى المنطقة، ويعرض أنواع العطور العالمية، وتحدث خبراء في السوق ل»المدينة» عن زيادة حجم العطور المقلدة قبيل موسم العيد، الذي يزداد فيه الطلب على أنواع العطور، وقدرت تلك الأصناف المزيفة، التي تطرح على أنها منتجات أصلية بنحو 60% من إجمالي المعروض، وبنفس شكل المنتج دون فرق يذكر سوى ثبات الرائحة العطرية، وقد يجد المشترى 3 أسعار لنسخ متشابهة من العطر لكنها تختلف في الجودة، تباع الأولى ب 30ريالا والمتوسطة ب 200 والأصلية ب 600 ريال. العطور الأصلية والتقليد: عبدالرزاق محمد بائع عطور تجزئة وجملة يقول: إن السوق مليء بالأصناف المغشوشة، التي تنافس المنتجات الشهيرة أو الجديدة في عالم العطور ونحن نمتلك عطورا أصلية جديدة نجد لها نسخ مقلدة رديئة تباع بأقل من سعرنا مع اختلاف ثبات الرائحة على الأشياء، وأضاف أن الأصناف الجديدة تلاقي رواجًا كبيرًا وتشكل 30% من إجمالي المبيعات اليومية، وهذا ما جعل الغش في تقليد العطور الجديدة تجارة مربحة لمن لا يمتلك الأمانة، وتابع قائلًا: إن مبارات كأس العالم كان له تأثير كبير على مبيعاتنا التي انخفضت بشكل كبير لكن أصناف العود بقى الإقبال عليها ثابتا بحكم شهر رمضان. تشويه السمعة أما خالد سعيد فيقول: إن بيع التجزئة يظهر فيه الغش بأسماء ماركات مشهورة أكثر من بيع الجملة، لأننا نعتمد في عمليات شراء البضائع على شركات معروفة في سوق العطور تجنبًا للغش، ويؤكد أن الأصناف المقلدة قد تباع في محلات كثيرة بعد أن كانت تباع في البسطات أو الشنط بأسعار زهيدة تغري المستهلك بشرائها، وأضاف خالد أن تلك السلع المقلدة تشوه سمعة المحل، مضيفًا أن العمل في مجال العطور يعتمد بالدرجة الأولى على الأمانة وصدق التعامل. وفي السياق يقول أحمد فؤاد الذي يعمل في سوق العطور لأكثر من خمس سنوات: يوجد تقليد للعطور والخلطات السعودية التابعة لشركات معروفة ولأن السوق واسع من النادر أن تضبط مثل هذه الحالات.. ولكثرة الأصناف المقلدة بمختلف أشكالها أصاب أصحاب الشركات الأصلية اليأس من متابعة المنتجات المقلدة، وأضاف: يتبع بائعو السلع المقلدة طرقًا تسويقية مختلفة، وقد يتم إخفاء المنتجات أثناء العرض بطريقة ما، وقال: الخلطات التي تلاقي قبولًا كبيرا وتشتهر بشكل عام يتم منافستها وتقليدها بطريقة رديئة عبر خلطها بمادة (الكحول)، الذي يضاعف من ربحها وتبقى مخففة، ما يجعلنا نبحث عن خلطة أخرى مع انتظارنا لموسم العشر الأواخر من رمضان، الذي نتوقع أن تزداد مبيعاتنا فيه. أساليب الغش ويعد خلط العطور بالزيوت وخاصة العطور الفرنسية من أبرز مممارسات الغش عند بعض بائعي العطور، ويقول أبو محمد: إن هناك زيوتا معينة يتم إدخالها في بعض الخامات من العطور الفرنسية والأوربية بشكل عام لمضاعفة سعرها ووزنها في نفس الوقت، لكن العود أقل عرضة لأساليب الغش، ويعتمد على الخبرة بالدرجة الأولى. وأضاف أبو أحمد الذي يبيع العود والمسك والعنبر أنه أبتعد عن تجارة العطور البخاخة لكثرة أصنافها وسهولة الغش فيها ولا يفكر في المغامرة بدخول سوقها. وتصل أسعار بعض الماركات المقلدة من العطور الى 30 ريالا مقارنة بسعرها الحقيقي للقنينة الواحدة 660 ريال حسب ما يقوله رضوان فضل، الذي يعمل بشركة عطور معروفة، ويضيف أن اسمنا التجاري يزيد من ثقة زبائننا ونحن نوفر الأصناف من مصادرها الأصلية دون الرجوع إلى الأسماء التجارية المقلدة، وقبل أي عملية شراء وخاصة في مجال العطور، يجب أن نعرف أي باب نطرق كي لا نقع فريسة الأصناف المقلدة، وقال: لم نعد نتحدث عن التقليد في السوق لأن الكثير يدعي أن لديه العطور الأصلية، وفي الحقيقة بات من الصعوبة معرفة المقلد من غيره، وهذا في المقام الأول يعود إلى أمانة البائع قبل كل شيء وهناك شركات تجارية تبيع عطورا من دبي على سبيل المثال، والسعر لدينا يبدأ من 600 ولديهم من 400 ريال ويدعون أنه وارد الوكيل ولكنه وارد دبي