كلام لم أسمعه من قبل، وأدعو الله ألا نسمعه من أحد في مستقبل الأيام، كلام لا يتقبّله أي رجل لديه نخوة أو حميّة، إنَّها دعوة صريحة للفساد الأخلاقي بحجة التقليص من مشكلة العنوسة. إحداهنّ ممّن تحمل لقب مستشارة أسرية ظهرت على إحدى القنوات الفضائية تلوم المجتمع على كبته للشباب والشابات، وتدعو إلى لقاءات التعارف الصريحة بين الجنسين في المولات والمقاهي، وأن تكون على مرأى ومسمع الوالدين، فهي أفضل من المحادثات التليفونية التي لا تُحقِّق المطلوب، ولا تُعطيهم فرصة كافية للتعارف، استمع إليها وهي تقول: (لو نحن أعطينا المجال للبنات -لا أدري هناك أناس كثيرون سوف يتضايقون من كلامي- فنحن لو تركنا المجال للبنات يتعرفن على الشباب، والشباب يتعرفون على البنات أمام أعيننا، وعلى مرأى ومسمع منّا، هذا يختصر لنا مشوارًا طويلاً، ويُحقِّق لنا نسبة عالية من زواج الفتيات، ويُغطي موضوع نسبة المليون عانس، يعني أترك مجالاً للشباب يدخلون إلى المولات، ويتسوّقون، ويتعرّفون على البنات، ويجلس الشاب مع البنت في كافيه يتكلّم معها، وتتكلم معه، لا أخنقهم وأجعلهم يضطرون للذهاب إلى أماكن سرية، وأماكن خلفية، أنا عندي أن تجلس البنت أمام عيني مع الشاب يتبادلون الكلام أفضل من التليفون، لأنَّ الكلام في التليفون ليس مثل الواقع). وتُعلِّق المذيعة: نعم مثل ما قالت الأستاذة (.....) يجب علينا تكريس، وتحريض، وتشجيع مفهوم مروءة الرجال، وحشمة النساء، يجب أن نُحفِّز صماماتنا الداخلية لا أن ننتظر ممّن هم حولنا أن يعملوا على ضبطنا. أجابت المستشارة: أنا أشكر الأستاذة (.....) على مقولتها هذه، أضيفي إلى ذلك أنني أشجع الشباب بحيث لا أقول له: أنا لا أسمح لك بالزواج من هذه الفتاة التي تعرّفت عليها. وتُضيف المذيعة بلهجة ساخرة وأيضًا لا أقول له: الذي لا ترضاه لأختك يجب ألا ترضاه لبنات الناس، أو مثل ما تحب أن يعامل الناس أختك عليك أن تعامل بنات الناس. أقول لمثل هؤلاء اللواتي نَصّبن أنفسهنّ لمناصحة النّاس، وتوجيههم، بحجة إصلاح المجتمع، أقول لهنّ اتقين الله، خاصة عندما تكون قَدَم الإنسان أقرب لآخرته من دنياه، إذ يجب عليه أن ينتقي ما يقول، ويُفكر فيما يُخرج من بين شفتيه، (وما ينطق من قول إلاَّ لديه رقيب عتيد)، لن تشفع له الأضواء، ولا الشهرة، وعليه أن يعي أن لا يكون أداة سهلة في أيدي مَن يريدون هلاك المجتمع، فيجعلونه كالببغاء يُردِّد ما يُريدون قوله من غير وعي ولا تفكير، مقابل الشهرة. (وللحديث بقية). [email protected]