بينما ينتظر الافغان اعلان نتائج الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يقوم جنود اميركيون في قاعدة متقدمة بجنوب البلاد بجمع العتاد وحزم امتعتهم. بعد حرب استمرت 13 عاما، تعود القوات الاميركية مع غالبية عتادها الى الولاياتالمتحدة قبل 31 ديسمبر. وقال الميجور روب وولفيندن (37 عاما) الذي يساعد في الاشراف على الانسحاب من قاعدة باساب المتقدمة في ولاية قندهار "نحن لا ندمر المعدات ونتخلص منها فقط بل نحاول قدر المستطاع اعادة تدويرها لكن بعضها غير صالح فعلا للاستعمال". ومع تقلص قاعدة باساب يتسع تمركز قاعدة للجيش الافغاني حولها مع انتشار 1300 جندي فيها حتى الان. وفي ذروة المعارك كان عديد القوات الاميركية وقوات التحالف (ايساف) المنتشرة في مئات القواعد العسكرية في افغانستان يزيد عن 150 الف عنصر. الا ان وجود هذه القوات يتضاءل يوما بعد يوم مع رحيل جنود العديد من دول التحالف عن افغانستان. ولا يزال قرابة 50 الف عنصر من قوات التحالف على الارض من بينهم 32 الف جندي اميركي سيرحل غالبيتهم بحلول نهاية العام. وبالنسبة الى الجنود الاميركيين الذين لا يزالون في افغانستان فان فرص مشاركتهم في المعارك باتت ضئيلة وغالبيتهم لم يعد امامهم سوى اعمال روتينية. وقال الكابتن لوك ريلا " لقد اعتادوا على المعارك والوضع هادئ جدا الان". وتعتبر وحدة ريلا من اخر الوحدات التي تقوم بدوريات مشتركة مع القوات الافغانية لحماية مهبط قندهار من هجمات صاروخية. وقال لوكالة فرانس برس خلال قيامه باحدى الدوريات "قد لا يبدو الامر مغريا، لكنه ضروري جدا". وبدت المعدات القتالية المتطورة والعربات المدرعة غريبة وفي غير مكانها في قرية فقيرة اعترض السكان فيها على وصول الاميركيين. ويقر ضباط اميركيون في احاديث خاصة بوقوع العديد من الاخطاء خلال هذه الحرب الطويلة والمضنية في افغانستان: غارات حادت عن اهدافها واخطاء استراتيجية ومشاريع مساعدة كانت مجرد هدر للوقت والمال. الا ان العديد من الضباط الاميركيين يعتقدون ان حركة التمرد منيت بخسارة كبيرة، اقله في الوقت الحالي. وقال ريلا "البعض يعتقد اننا نضيع الوقت هنا لكننا حققنا شيئا والمكان بات اكثر امنا". واذا وقع الرئيس الافغاني المقبل اتفاق "الشراكة الاستراتيجية الامنية" مع واشنطن، سيظل 9800 جندي اميركي وبضعة الاف من عناصر قوات التحالف في افغانستان في مطلع 2015.وبعدها بعامين، سينسحب الاميركيون بشكل تام. في هذه الاثناء، يتم الانسحاب بوتيرة اسرع وتم ارسال لواء اميركي بكامله للاشراف على العملية الضخمة. فقد تم اخراج قرابة 40 الف عربة تابعة لدول ايساف في العامين الماضيين، غالبيتها برا عبر باكستان ومنها الى السفن.. ومن المتوقع ان تقارب كلفة انسحاب القوات الاميركية وحدها ستة مليارات دولار. كما تم تسليم اكثر من 400 قاعدة عسكرية الى القوات الافغانية، الا ان الحكومة غير قادرة ماديا على ابقاء هذه القواعد على المستوى نفسه. وقلصت القوات الاجنبية من حجم القواعد لتسهيل الدفاع عنها وازالت معدات معالجة المياه والمولدات الكهربائية وغيرها من المعدات المكلفة. وسيتم التخلص من عدد كبير من العتاد لم تعد له فائدة سواء لايساف او للقوات الافغانية. وحتى عربات "ام راب" المدرعة الضخمة القادرة على مقاومة القنابل والتي باتت ترمز الى الوجود الاميركي سيتم التخلص منها. وتم عرض هذه العربات على قوات التحالف لكن الاقبال عليها كان محدودا. وقرر الجيش الاميركي ان اعادتها الى البلاد مكلفة للغاية ولذلك سيبقي على عدد قليل فقط ويفكك البقية. ويقول قادة اميركيون عسكريون ان العربات لا تتفق مع الخطة الاستراتيجية العسكرية التي تفترض ان الولاياتالمتحدة لن تخوض في المستقبل القريب حربا طويلا كهذه ضد متمردين.