لندن، واشنطن، كابول - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس ان ايران اطلقت سراح عدد من كبار قياديي «القاعدة» ليعيدوا بناء التنظيم الارهابي على الحدود بين افغانستانوباكستان. ونقلت عن مسؤولين باكستانيين ومن الشرق الاوسط طلبوا عدم كشف هوياتهم ان السلطات الايرانية تقدم مساعدة سرية لناشطي «القاعدة» في حربهم على قوات «حلف شمال الاطلسي» في افغانستان المجاورة. واكد مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية للصحيفة «في مناسبات عدة، يساعدهم (القاعدة) اعضاء في الحرس الثوري الايراني». ومن القياديين الذين افرج عنهم بحسب الصحيفة، المصري سيف العدل المدرج على لائحة الارهابيين المطاردين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الاميركي لتورطه في الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا في 1998. وقال مسؤولون باكستانيون للصحيفة ان سيف العدل عين اخيرا قائدا للعمليات في افغانستانوباكستان. وقالت المصادر نفسها ان ايران اطلقت ايضا سراح الكويتي سليمان ابو غيث الذي كان الناطق باسم القاعدة عند وقوع اعتداءات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001، وابو الخير المصري القريب من الرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري، وثلاثة من افراد عائلة زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن. في هذا الوقت، لم يستبعد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن امس، احتفاظ واشنطن بقواعد جوية في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية في العام 2014. وقال بايدن لشبكة «أي بي سي نيوز» رداً على سؤال عن مصير قاعدتيّ بغرام وقندهار الجويتين الاميركيتين: «أظن أن احتمالات إبقائهما مفتوحتين هي بقدر احتمالات إغلاقهما». غير أنه شدد على ان القوات الأميركية ستنسحب في شكل كبير من أفغانستان بحلول 2014، وقال: «لن يتواجد 140 ألف عنصر من القوة الدولية (ايساف) في أفغانستان بحلول 2014». في غضون ذلك، أعلن قائد الشرطة الجنائية في كابول محمد زاهر ان حارسين افغانيين قتلا خلال عملية للقوة الدولية ضد مكاتب شركة خاصة في العاصمة الافغانية. وقال زاهر ان «القوات الاجنبية نفذت عملية في احد احياء كابول، قتل خلالها افغانيان كانا يتوليان اعمال الحراسة في الشركة» المستهدفة بالعملية. وأكد قائد الشرطة الجنائية فتح تحقيق لمعرفة ملابسات استهداف الشركة. وأشار الى ان الحارسين تابعان لشركة امنية خاصة تحمل ترخيصاً وتؤمن الحماية لمؤسسات. ولم تؤكد القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي هذه المعلومة، واحال مسؤولوها السؤال على اجهزة الاستخبارات الافغانية، علماً ان «ايساف» سلمت الجزء الاكبر من مسؤولية الامن في كابول الى الشرطة الافغانية عام 2008. على صعيد آخر، أعلنت «ايساف» ان شخصاً اعتقل بتهمة تهريب أسلحة من ايران الى جنوبأفغانستان، لا ينتمي إلى «الحرس الثوري». وأشارت القوة الدولية الى تقارير امنية أولية أفادت أن الرجل من عناصر «قوة القدس» التابعة ل «الحرس»، وأكدت ان «الرجل قد تكون له صلة بالعديد من المنظمات المرتبطة بالمتمردين، لكن تبين أنه ليس من عناصر قوة القدس». ولم تعلن «ايساف» جنسية المعتقل. وألقت قوات أفغانية وأخرى تابعة للتحالف القبض على المتهم في قندهار ليل 18 الشهر الجاري، ووصفته بأنه «من ابرز الذين يسهلون لطالبان الحصول على الاسلحة». في باكستان، اعلن مسؤولون إن متمردين هاجموا خمس نقاط تفتيش أمنية في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد قرب الحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن مقتل 11 جندياً وأدى إلى اندلاع اشتباكات قتل فيها 24 متشدداً امس. وأشاروا الى ان حوالى 150 متشدداً شنوا هجمات متزامنة استخدموا فيها الاسلحة الخفيفة والثقيلة، على نقاط التفتيش العسكرية في منطقة مهمند القبلية. وقال أمجد علي خان المسؤول البارز في المنطقة للصحافيين: «قتل 11 من قوات الامن وأصيب حوالى 12 آخرين بجروح، عندما هاجم متشددون نقاط تفتيش عدة». وأضاف أن 24 متشدداً على الاقل قتلوا في اشتباكات بعد الهجمات، وأن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بعد هجمات تشنها مروحيات على مخابئ للمتشددين. وأكد ناطق باسم المتشددين وقوع اشتباكات لكنه اختلف مع تقديرات الخسائر في صفوف المقاتلين، قائلاً إن اثنين فقط قتلا وجرح ثلاثة.