في الوقت الذي كانت فيه البراميل المتفجرة تتساقط على مدينة حلب السورية، نفذ «حزب الله» وشبيحة النظام السوري في لبنان إرهابًا على النازحين. الهاربين من سطوة النظام الظالم لإرغامهم على انتخاب رئيس النظام بشار الأسد، وإلا فالعاقبة ستكون وخيمة بحقهم وحق أطفالهم. ها هو النظام القاتل يستعد لكسح الانتخابات السورية عبر أرقام وأصوات مزيفة خائفة من بطشه وظلمه وانعدام أخلاقه.. ما يحصل في لبنانوسورياوالأردن هو إرهاب حقيقي لحق الناخب في ممارسة حقه الديموقراطي واختيار من يحكمه. ترهيب «حزب الله» وعلمت «اليوم» أنّ «حزب الله» مارس الترغيب والترهيب وألزم السوريين المقيمين في مناطق سيطرته على الاقتراع في الانتخابات الرئاسية السورية، وإلا سيتم طردهم من أماكن سكنهم كذلك يهدد شبيحة بشار مواطنيهم السوريين بعدم منحهم أي أوراق أو تجديد جوازات سفرهم إن لم ينتخبوا. وتوافد السوريون المؤيدون لنظام بشار الاسد المقيمون في لبنان إلى مبنى السفارة السورية في اليرزة منذ الخامسة من صباح أمس، للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع التي فتحت عند السابعة صباحًا لانتخاب رئيس بناء على دعوة وجهها النظام. إلى ذلك، مددت السفارة السورية في لبنان الانتخابات إلى يوم اضافي نظرًا إلى كثافة الإقبال، على حدّ قولها. زحمة سير وشهدت الطرق المؤدية إلى السفارة زحمة سير خانقة ما انعكس في بلدات عدة في قضاء بعبدا، وكذلك على الطريق الدولية من عاليه وصولًا إلى الساحل، مع تنفيذ الجيش انتشارًا واسعًا وكثيفًا وإقامته حواجز تفتيش وتدقيق للقادمين في محيط السفارة. كما شهدت مناطق لبنانية عدة تجمعات للسوريين المؤيدين للأسد أو المرغمين على ذلك، أبرزها في الرويسات وزعيترية. الفنار حيث عمد «انضباط حزب الله» بشكل علني إلى تنظيم الناخبين الذين رفعوا أعلام سوريا والأسد وأعلام «حزب الله» وصور بشار وحسن نصرالله. وقد عمد الحزب إلى تنظيم انتقال المقترعين من مناطق عدّة في لبنان إلى صناديق الاقتراع. حمادة يأسف وأسف النائب مروان حمادة أن ينتقل ما سماه «بالبلطجة الأسدية» إلى قلب لبنان»، معتبرًا أن الأمن اللبناني «لا يزال أسير اعتبارات سياسية ظن أنها أصبحت من الماضي، وأن دور سفارة النظام السوري تجاوز كل اعتبارات السيادة اللبنانية وأمن النازحين السوريين وحرياتهم، حيث تصرفت بطريقة أسوأ من أيام عنجر والبوريفاج». ورأى أن «المشهد يطرح تساؤلات جدية عن واجبات الدولة في تأمين حركة المواطنين الذين حوصروا على الطرق ودور الدولة في منع المظاهر المخابراتية مجددًا». احتلال سوري مدني وعلّق عضو كتلة «الكتائب» النائب إيلي ماروني على ما تسبب به السوريون، من زحمة سير وفوضى، جراء توجههم إلى السفارة السورية في اليرزة لانتخاب بشار الأسد رئيسًا للجمهورية، وقال: «ما حصل هو احتلال سوري مدني يمارس كل ما يريد على الساحة اللبنانية من دون رادع ولا خوف ولا احترام للقوانين ولا رحمة للمواطنين». الاقتراع في الأردن وفي الأردن بدأ السوريون في الأردن التصويت في سفارة دمشق في عمان في إطار الانتخابات الرئاسية السورية وسط إجراءات امنية مشددة. واصطف المئات أمام المدخل الرئيسي للسفارة السورية مع بدء الاقتراع وسط تواجد كثيف للأمن الأردني. ورفع مشاركون أعلامًا سورية، فيما ارتدى آخرون كوفيات بطرفها العلم السوري وصور لبشار الأسد. لا لانتخابات الدم بالمقابل وعلى بعد أقل من 200 متر من مبنى السفارة وقف عشرات المعارضين السوريين حاملين لافتات كتب على بعضها «لا لانتخابات الدم» و«لا للتجديد للسفاح»، هاتفين «يا بشار يا خسيس دم السوري مش رخيص». وقال أبو هيثم الميداني وهو في الثلاثين من العمر: «جئنا لنقول: لا لانتخابات الدم، لا لانتخابات البراميل المتفجرة، لا انتخابات الكيماوي والأسلحة المحظورة دوليًا». أما ريما (19 عامًا) التي حملت علم الثورة السورية فقالت: «نحن هنا لأننا ضد انتخابات صورية تعيد إنتاج القتل والظلم والاستبداد». ويستضيف الأردن أكثر من 600 ألف لاجئ سوري مسجلين رسميًا لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتقول السلطات الأردنية: إنه يضاف إلى هؤلاء، نحو 700 الف سوري يقيمون على أراضيها منذ ما قبل الأزمة التي بدأت في مارس عام 2011. 15 مليونًا وفي دمشق أعلنت وزارة داخلية النظام السوري أمس أن عدد الناخبين السوريين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغ أكثر من 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد. وذكرت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «عدد المواطنين السوريين الذين يحق لهم الانتخاب وفقًا للدستور وقانون الانتخابات العامة ممن أتم الثامنة عشرة من عمره في يوم الانتخابات والمسجلين في السجل الانتخابي بلغ 15 مليونًا و845 ألفا و575 ناخبًا داخل أراضي الجمهورية العربية السورية وخارجها». وكشف بيان الوزارة أن عدد المراكز الانتخابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية بلغت 9601 مركزًا انتخابيًا تضم 11776 صندوقًا موزعًا على جميع محافظات الجمهورية العربية السورية. وأوضح الناطق باسم المحكمة الدستورية العليا في سوريا ماجد خضرة لوكالة فرانس برس «أن الانتخابات الرئاسية ستجري في جميع المدن السورية باستثناء الرقة» الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المتشدد. العلاقات الدبلوماسية وحافظت عمان على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وأكدت مرارًا ضرورة إيجاد «حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا». وطردت المملكة الهاشمية الاثنين السفير السوري بهجت سليمان بسبب «إساءاته المتكررة» إلى الأردن، فيما قررت سوريا «اعتبار القائم بأعمال سفارة الأردن في دمشق شخصًا غير مرغوب فيه». إلا أن الحكومة الأردنية قالت: إن الأمر يعني السفير بشخصه و«لا يعني بأي حال قطع العلاقات مع سوريا الشقيقة» مؤكدة أن «دمشق تستطيع تسمية سفير في أي وقت». واعتبرت الأممالمتحدة ودول غربية داعمة للمعارضة السورية أن إجراء هذه الانتخابات التي يتوقع أن تبقي بشار الأسد في موقعه «مهزلة» في خضم النزاع الدامي في البلاد. وأعلنت فرنسا وبلجيكا وألمانيا قبل ذلك أنها لن تسمح للسوريين بالاقتراع على أرضها.