قالت مصادر طبية: إن 11 جنديًا يمنيًا و14 متمردًا من الحوثيين قتلوا خلال مواجهات أمس الثلاثاء في شمال البلاد. وأضافت المصادر في مستشفى عمران أن عشرات آخرين أصيبوا بجروح في المعارك التي اندلعت في الضاحية الغربية لمدينة عمران، شمال صنعاء. وكان مصدر عسكري أعلن في حصيلة أولية مقتل ثلاثة جنود في المواجهات التي استؤنفت بعد توقف لفترة قصيرة، حسب قوله. ويسود التوتر عمران حيث قام الحوثيون باستعراض للقوة مرارا والتظاهر مطالبين باستقالة الضباط والمسؤولين «الفاسدين». لكن الحوثيين، وهم من المذهب الزيدي الشيعي ويسيطرون على شمال اليمن وخصوصا محافظة صعدة، متّهمون بالسعي الى الاستيلاء على مزيد من الاراضي لتوسيع منطقة نفوذهم في الدولة الاتحادية مستقبلا. وقد سيطروا في فبراير الماضي على عدة مناطق في محافظة عمران بعد مواجهات اسفرت عن مقتل 150 شخصا وتمكنوا من ازاحة آل الاحمر زعماء تكتل حاشد للقبائل. وكانت مصادر عسكرية اكدت في حينها ان هدف الحوثيين هو السيطرة على مدينة عمران ومحاصرة صنعاء. لكن المتمردين انسحبوا من بعض البلدات بموجب هدنة مع مسلحين من القبائل وانتشر الجنود لمنع الحوثيين من التقدم باتجاه العاصمة. ويشكل استئناف المعارك في شمال اليمن تحديا اضافيا للحكومة التي تواجه تصاعد القاعدة والانفصاليين في الجنوب. ويشن الجيش منذ 29 ابريل الماضي حملة عسكرية ضد القاعدة للقضاء على معاقلها خصوصا في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين. وتمكنت قوات الجيش من استعادة عدد من المدن المهمة لكنه يواجه صعوبات في السيطرة على المناطق الريفية رغم التحالف مع بعض القبائل. ويعرب مراقبون عن خشيتهم حيال ان يؤدي العنف الى ازاحة عملية الانتقال السياسي عن سكتها بعد ان بدأت قبل اكثر من عامين مع رحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح اثر ضغوطات مارسها الشارع. وتعتبر الولاياتالمتحدة تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» من اخطر فروع التنظيم الذي استطاع الاستفادة من ضعف السلطة المركزية بعد الانتفاضة ضد صالح لتعزيز وجوده في اليمن لا سيما المناطق القبلية جنوب وشرق البلاد. إلى ذلك، وصل إلى صنعاء الثلاثاء وكيل الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللاهيان في زيارة تستغرق عدة أيام. وقال المسؤول الإيراني لدى وصوله إلى صنعاء لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن بلاده «تهتم باليمن وتتابع التطورات فيها كون أمن اليمن من أمن إيران لاسيما والبلدين لديهما قواسم مشتركة خاصة في الدين والثقافة». وأوضح أنه سيبحث مع المسؤولين في الحكومة تطوير وتوسيع مجالات التعاون الثنائية بين البلدين، معربا عن أمله في أن تكون زيارته لليمن بداية جديدة لتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين. من جهة أخرى، أكد وزير الدولة أمين العاصمة اليمنية صنعاء عبدالقادر هلال، أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية التي تمول من قبل الدول المانحة بينهم المملكة العربية السعودية صاحبة المركز الأول في أوساط الدعم، معربا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين ووليي عهده على دعمهم السخي والمتواصل لأشقائهم اليمن. وأعلن أمس الثلاثاء في الاحتفالية التي أقيمت بمقر مشروع مدينة خادم الحرمين الشريفين الطبية في العاصمة صنعاء، عن تأهل 10 شركات عالمية، إلا أن شركتين (لبنانية- يمنية، فرنسية - يمنية) اعتذرتا عن تقديم عطاءاتها لأسباب أمنية، فيما تقدمت ثماني شركات بعطاءات عروضها لتقديم الخدمات والاستشارية الفنية للمشروع، بينها ثلاث شركات سعودية يشكلن ائتلافا مع شركة مصرية واخرى أردنية وثالثة مع شركة تركية، بينما كان هناك شركة يمنية واحدة مختلطة وأخرى باكستانية. وقال وزير الدولة أمين العاصمة صنعاء عبدالقادر هلال في تصريح ل»المدينة» إن «المملكة هي الداعم الأكبر لليمن وللعاصمة صنعاء على وجه الخصوص». وأضاف «علاقات اليمن والمملكة العربية السعودية علاقات تاريخية تجمعنا الجغرافيا والتاريخ المشترك، ولا مناص لهذين البلدين أن يكونا معا». وأكد المسؤول اليمني أن دعم المملكة لليمن في مختلف الظروف، وخير دليل على ذلك ما يجري الآن تعتبر المملكة في مقدمة المانحين في كل المؤتمرات السابقة. وتقام مدينة الملك عبدالله الطبية،على مساحة حوالى 170 ألف متر مربع، حيث تضم خمسة مستشفيات متخصصة ومركزا للأبحاث الطبية وكلية تمريض، فضلا عن مركز طبي خاص بتأهيل المعاقين. وكان خادم الحرمين الشريفين وافق على اطلاق اسمه على مشروع المدينة الطبية والتي تبلغ السعة السريرية لها 1000سرير بتكلفة إجمالية للمشروع تقدر بحوالى 230 مليون دولار، منها 200 مليون دولار مساهمة من المملكة، في إطار الدعم الذي قدمته في مؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض. المزيد من الصور :