قال وزير الري الأسبق الدكتور نصر علام ل»المدينة» إن المفاوضات مع الجانب الإثيوبي حول سد النهضة لن تكون سهلة، مؤكدًا أن طبيعة المفاوض الإثيوبي «العناد»، وأشار الى أن انسحاب بعض الدول من تمويل بناء السد لا يعني أبدًا حل الأزمة، لأن هناك دولا أخرى ستعلن خلال الفترة المقبلة استعدادها لدعم بناء السد، على رأسها أمريكا وأوروبا. وجاءت تصريحات الوزير ردا على تصريحات رئيس الحكومة المصري المهندس إبراهيم محلب فيما يتعلق بحل مشكلة سد النهضة الإثيوبي، قريبًا حسب قوله، وأضاف «علام» إن إثيوبيا ماضية في إنشاء سد النهضة رغم التصريحات «الوردية» التي تصدر من الحكومة المصرية، مشيرًا إلى أنها قطعت شوطًا في مجال الدراسات والتنفيذ، واستبعد إجراء مفاوضات بين الحكومة المصرية وإسرائيل لوقف سد النهضة، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني يلعب دور «رأس الحربة» مع إثيوبيا لاستكمال بناء السد، متهمًا إياها بأنها تلعب دورًا مباشرًا وغير مباشر في هذا الملف للضغط على مصر لكي تقبل بصفقة بيع المياه التي تحتاجها عبر سيناء، وأشار إلى أن إسرائيل تدفع دول المنبع لتعقيد أزمة المياه حتى تستطيع عن طريق الضغوط المستمرة على مصر التوصل لاتفاق ما بشراء تلك الكميات، خصوصًا أن بعض دول حوض النيل طالبت بحقها في بيع جزء من حصتها التي لا تستخدمها من مياه النيل لمن يحتاجها، وكشف «الوزير الأسبق» أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن إدارة مشروع الكهرباء في سد النهضة الإثيوبي. واتهم وزير الري الأسبق إسرائيل بالتدخل في إثيوبيا بما يهدد بشكل مباشر الأمن القومي المصري، منوهًا بأن مياه النيل هي قضية أمن قومي، وأضاف: ومن وجهة نظري الشخصية لا رئيس الحكومة ولا أي وزير في الحكومة يستطيع حل تلك القضية إلا في حالة وجود رئيس قوي قادر على مواجهة هذا التحدي الخطير، مشيرًا إلى أن مصر لا تمانع في بناء سد في أثيوبيا، بدليل عرضها دعم بنائه، ولكن بمواصفات تحفظ لمصر حصتها من المياه، واوضح أن إثيوبيا ليست بحاجة إلى مياه نهر النيل لأنها تعتمد على 800 إلى 900 مليار متر مكعب من الأمطار سنويًا.