الشائعة تُعدُّ مرضًا نفسيًّا يمارسها الكثير بمركبات نقص متعددة ومحاولة إثبات معرفة، حتى أن البعض يؤكد توفرها مسبقًا رغم أنه لم يسمعها، ممّا يمنح نفسه الصلاحية للزيادة عليها، وما يُسمَّى (التبهير) والتلميع لتكبر وتنتشر بشكلٍ سريعٍ، ممّا يُساعد على الانتشار عدم وجود رد واضح يواجهها ويقضي عليها.. افتقاد الشفافية السريعة يساهم في بناء الشائعة ونموها.. مثل من يتأخر عن إطفاء النار لترتفع ألسنة اللهب ممّا يصعب إخمادها، وينتج عنها أضرار كبيرة وقاسية. أناس يجيدون تسويق شائعة ويصدقونها، بل يؤكدون للآخرين صدقها ووقوعها، وأنهم شاهدوا، و...، و... غيرها من التأكيدات.. أحداث ومشاهير (تلوكهم) الألسن.. الكل يضيف إليها وفق تصوراته وخيالاته المريضة بإساءات تمس الحياة الشخصية وتؤثر في علاقاته.. كم من المآسي وقعت بسببها.. بيوت تنهدم.. أسر تتفكك.. جرائم تُرتكب.. ضحايا يدفعون الثمن. الشائعة ليست جديدة.. تعيش.. وتكبر.. منذ زمن طويل، لكنها تختلف بين وقت وآخر وفق تطورات الزمن.. في السابق كان انتشارها محدودًا بسبب محدودية وسائل الاتصال.. الآن اتسع الانتشار للقفزات التقنية المتسارعة.. انتشارها من خلال: إنترنت، رسائل جوال.. رسائل مصورة، (انستغرام وغيره)، الإعلام، صحف، تلفاز، إذاعة، ... وغيرها من الوسائل البدائية والحديثة.. رجالاً ونساءً. كثيرًا ما تتعرض الشخصيات العامة لشائعات مختلفة تصل إلى الزواج والطلاق، والمرض والموت، وهي شائعات مثيرة.. سيئة .. مزعجة. شائعة (كورونا) انتشرت سريعًا، هناك مَن يقول بأن من أطلقوا الشائعة لا يستاهلون الرد، وعقولهم ناقصة، وأغراضهم دنيئة، ولا يوجد تفسير لمثل هذه الشائعات. صحيح عقولهم ناقصة.. ولا تفسير لها.. المؤلم أن هناك من صدّقوا الشائعة، وتبادلوا الرسائل، وارتفع خوف الناس من المرض وأمراض أخرى، زيارة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لمستشفى الملك فهد بجدة خفّفت من تأثيرها.. ولكن للأسف هناك من ينفخ في الشائعة.. الذاكرة تعود لما بثّته إذاعة (موثوقة) قبل سنوات عن وفاة مسؤول خلال رحلة صيد في إفريقيا.. وأن جثمانه سيصل قريبًا للصلاة عليه ودفنه، في حين أن المسؤول لم يَزُر إفريقيا.. انتشرت الشائعة بأن الإذاعة المذكورة أكدت الخبر.. وأن...، وأن... كُلٌّ يدلي بدلو الشائعة. مدير تعليم محافظة جدة عبدالله الثقفي، أقسم بالله من خلال تصريح صحفي أن مدارس جدة لم تُسجِّل أي حالة إصابة بفيروس "كورونا" بين طلابها. أقسم بالله أنه لم تُسجَّل أي حالة كورونا بالمدارس، وقال: "والله العظيم لم نُغلق أي مدرسة بسبب الكورونا، ويجب أن يُحاكم مَن ساهم في نشر الذعر بين مئات الآلاف من أولياء الأمور في جدة". وأوضح أن الخبر الذي نشرته إحدى الصحف الإلكترونية أزعج الأهالي بشكلٍ لافتٍ، وأنه تلقَّى عددًا كبيرًا من الاتصالات سواء من الزملاء في التعليم أو المواطنين يستفسرون عمّا يحدث، وأخبرهم بأن الخبر مُلفَّق ولا يمتُّ للحقيقة بِصِلَةٍ. وأعرب عن أمله ألا يقلق أولياء الأمور، فنحن لا نُقدّم على مصلحة أبنائنا الطلاب أي شيء آخر، ونحرص على مواصلة تعليمهم في أجواء صحية مريحة. يقظة: لقتل الشائعة لابد من الشفافية والإعلان السريع عن الحقيقة. تويتر: falehalsoghair [email protected]