يجيدون تسويق شائعة ويصدقونها، بل يؤكدون للآخرين صدقها.. ووقوعها وأنهم شاهدوا وسمعوا و.. و.. غيرها من التأكيد.. مشاهير ورؤساء أجهزة حكومية، قطاع خاص وشركات (تلوكهم) الألسن.. الكل يضيف إليها وفق تصوراته وخيالاته المريضة بإساءات تمس الحياة الشخصية وتؤثر في علاقاته.. كم من المآسي وقعت بسببها.. بيوت تتهدم.. أسر تتفكك.. جرائم ترتكب.. ضحايا يدفعون الثمن. هذا ما تتعرض له الشخصيات العامة والخاصة من شائعات مختلفة تصل إلى زيادة ونقصان في الرواتب والمكافآت والحوافز والتقاعد والزواج والطلاق والمرض والموت، وهي شائعات مثيرة.. سيئة.. مزعجة. الشائعة ليست جديدة.. تعيش وتكبر.. منذ زمن طويل لكنها تختلف بين وقت وآخر وفق تطورات الزمن.. في السابق كان انتشارها محدودا بسبب محدودية وسائل الاتصال.. الآن اتسع الانتشار للقفزات التقنية المتسارعة.. انتشارها من خلالها.. إنترنت، رسائل جوال.. رسائل مصورة (بلوتوث) الإعلام، صحف، تلفاز، إذاعة، وغيرها من الوسائل البدائية والحديثة. الشائعة تعد مرضا نفسيا يمارسها الكثير بمركبات نقص متعددة ومحاولة إثبات معرفة، حتى إن البعض يؤكد توافرها مسبقا رغم أنه لم يسمعها؛ ما يمنح نفسه الصلاحية للزيادة عليها وما يسمى (التبهير) والتلميع لتكبر وتنتشر بشكل سريع؛ ومما يساعد على الانتشار عدم وجود رد واضح يواجهها ويقضي عليها.. افتقاد الشفافية السريعة يسهم في بناء الشائعة ونموها.. مثل من يتأخر في إطفاء النار لترتفع ألسنة اللهب؛ ما يصعب إخمادها وقد ينتج منها أضرار كبيرة وقاسية. صحيح أن من يطلقوا الشائعة لا يستأهلوا الرد وعقولهم ناقصة. المؤلم أن هناك من صدق الشائعة وتبادلوا الرسائل والدعاء.. نعيد للذاكرة ما بثته إذاعة (موثوقة) قبل سنوات عن وفاة مسؤول كبير خلال رحلة صيد في إفريقيا.. وأن جثمانه سيصل قريبا للصلاة عليه ودفنه في الوقت الذي لم يزر المسؤول إفريقيا.. انتشرت الشائعة بأن الإذاعة المذكورة أكدت الخبر.. وأن.. وأن كلا يدلي بدلو الشائعة.. للقضاء عليها لا بد من الشفافية والإعلان السريع عن الحقيقة. قبل أشهر انتشرت شائعة عن رئيس أرامكو المهندس خالد الفالح وصلت إلى حياته الشخصية وأنه في غيبوبة يصارع الموت وغير ذلك مما قيل وانتشر، في حين أنه كان في رحلة عمل. منذ أيام انتشرت شائعة أخرى وهي تعديل نظام التقاعد المبكر، وإجراء تغييرات في بعض العوائد الخاصة بالموظفين كنظام الادخار والتقاعد المبكر، وكذلك بدل السكن وغيرها، رغم نفي أرامكو وتأكيدها أنه لن يتم إحداث أي تغييرات تمس مكتسبات الموظفين في أي من عوائد الشركة إلا أن البعض لا يزال يطلق الشائعة وينفخها . يقظة: سمير عبدالعزيز الطبيب المدير التنفيذي للعلاقات بالموظفين والتدريب في أرامكو السعودية أوضح: سبق أن تم تأكيد ذلك من قبل مسؤولي الشركة وعلى رأسهم رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين خلال جولته التفقدية في بعض مناطق الأعمال أخيرا، حيث أكد عدم صحة تلك المعلومات. أما فيما يتعلق ببعض ما أثير حول تعديل احتساب مكافأة نهاية الخدمة في نظام العمل أو إجراء تعديلات فيما يتعلق بالتقاعد المبكر أو سن التقاعد العادي في نظام التأمينات الاجتماعية فقد أجرت الشركة اتصالاتها بكل من وزارة العمل والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وتم التأكيد على أنه لا يوجد أي توجه لتعديل أي من هذين النظامين .