= الخوف هاجس يومي للناس بعد أخبار (كورونا) وتحولت الأجهزة الصحية والبيوت إلى حالة استنفار. ففي البيوت بحث متواصل عن استخدام الصابون.. وارتفعت بذلك أسهم مؤسسات (المبيدات الحشرية) حتى أنها لم تعد تقدم خدماتها بصورة جيدة لكثرة الطلب. انتشرت كذلك الشائعات عن (الكورونا) ومآسيها. هناك من قال إن طبيباً مات لأنه لم يكن على سريره في المستشفى. آخر ذكر أن ملاحقته (كورونا) أسقطته أرضاً فكسر قدمه وكاد أن يُصاب في عموده الفقري. امرأة رأت في منامها أن مجموعة منه تطير حول بيتها تحاول الانقضاض عليها وعلى أطفالها في ظل غياب رجل البيت! البعض أصيب بحالة نفسية من كل شيء، لا سفر، ولا لقاء مثل سنة الطاعون في الهند قبل سنوات، حيث امتنع الكثير من الحديث مع هنود حتى لو كانوا مقيمين خارج الهند لعشرين سنة مضت. لأن الفأر المُسبِّب للطاعون اكتسب وقتها شهرة عالمية وصلت إلى موزمبيق وهاييتي. انطلقت تلك الشهرة من أزقة وحارات الهند. تحول الفأر السيئ الذكر على حديث لا تتناقله الألسن فقط، بل حديث وكالات الأنباء العالمية. فمن كان يعلم عن فأر بمركز بريد في أقاصي بنغلادش؟! لقد كانت الفئران تسرح وتمرح في أنحاء العالم خاصة، العالم الثالث، ولا أحد يعلم عنها شيئاً. أحدثت فتكاً وتمزيقاً في الإنسان والبيوت، ولا هناك من يتحرَّك لإيقافها سواء الفئران المحلية أو الأجنبية، أما وقد حدث ما حدث بالهند، وتحولت إلى قضية إعلامية، عاد مرض (الطاعون) إلى الصدارة، فإن القضية تطلَّبت تدخل الأممالمتحدة الفوري التي أصدرت قراراً بإيقاف إرسال قوات هندية على رواندا في مهمة إنسانية لمحاولة إنقاذ الجوعى من الأمراض والموت، خوفاً مما سببه الفأر ومنع انتشاره في رواندا، رغم أن الآلاف يموتون هناك يومياً. يقظة: (كورونا) يسير على نفس النهج، لكنه يتفوق إعلامياً من حيث الانتشار السريع وحجم الشائعات بسبب الإعلام الجديد من صحافة إلكترونية (وتويتر وفيسبوك وواتس اب وانستغرام وغيرها)، طبيب متابع للوضع يُؤكِّد أن هناك مبالغات مما زاد من خوف الناس، ذلك لا يمنع من الحذر بدون تهويل والخوف أكثر من اللازم.