في ليلة من ليالي الوطن الخالدة سطر طلاب وطالبات جامعة جازان حروفاً مضيئة من الإبداع والتميز وحسن الأداء عندما قدموا احتفالية رائعة تفاعلت معها المشاعر الفياضة بعبق الوطنية وجموح النظر إلى المستقبل وحدود السماء من العمل الجاد المبهج عندما زفت جامعة جازان 8000 طالب وطالبة وفي كافة التخصصات العلمية إلى مختلف مؤسسات الوطن بقطاعيه العام والخاص .لقد كان حفل جامعة جازان الذي رعاه أمير المنطقة محمد بن ناصر بن عبدالعزيز درساً في التحدي والإصرار والمثابرة والعطاء الوطني اللامحدود .وعلى رأس هذه الإحتفالية أول دفعة من طالبات كلية الطب ب 52طبيبة يحملن بكالوريس الطب والجراحة مع أقرانهم الطلاب من أطباء المستقبل أيضا حيث الدفعة التاسعة من هذه الجامعة التي تميزت مخرجاتها بالجودة والنوعية ولهذا جاءت 25شركة ومؤسسة عالمية ومحلية لاستقطاب خريجي الجامعة وعلى رأسهم شركة أرامكو العريقة التي استقطبت كما قال وكيل الجامعة الأستاذ الدكتور حسن بن حجاب الحازمي 50 من خريجي الهندسة لإعدادهم كقيادات فاعلة مستقبلا في الشركة وغيرها كثير .ذلك أن جامعة جازان حرصت على المزج بين الكيف والكم وعلى بناء الشخصية الواثقة المحبة لوطنها الجادة في عملها المتمكنة من مهاراتها وهذا ماشاهدناه في إحتفالية التخرج هذه حيث كان الأستاذ الدكتور محمد آل هيازع الشمعة التي تضيء والقائد المحنك المتواضع الذي يقدم زملاءه إلى سدة العمل بل ويكون الطلاب هم من يعد ويقدم ويخرج العمل فلا كلمة لمدير الجامعة ولا استعراض في الحديث ولا تكلف في التعامل حيث شفاه الله من كل هذه الأمراض المظهرية ليكون بابتسامته الجميلة وقيادته الحكيمة خلف هذا التقدم الرائع الذي وصلت إليه الجامعة .. لقد كان حفلاً امتزجت به الفرحة بالدمعة والتقدير والإعجاب بهذا المستوى الذي وصلت إليه الجامعة .فالمباني رائعة وبنيت بشكل هندسي متميز والكليات بشراكة مع جامعات عالمية متقدمة في أمريكا واليابان وغيرها حيث استقطبت الكفاءات والمناهج لتواكب الأحدث والأجود .كما أن هذه السمعة الرائعة للجامعة جعلتها بطلابها الستين ألف طالب وطالبة تمثل انصهار الوطن بمناطقه ومدنه وقراه ،فهناك مايقرب من الأربعين بالمئة جاءوا من مختلف مدن المملكة لينهلوا من علم هذه الجامعة .وقال لي الطبيب والدكتور والكاتب حمود أبوطالب ابن جازان البار إن الجامعة مثلت منارة علم وتطور للمنطقة وأصبحت بيت خبرة يسهم في تطوير المنطقة ونهضتها . لقد زرت جازان عدة مرات في مناسبات مختلفة .أما هذه الزيارة فكانت فرصة لمشاهدة هذا النمو والتطور الذي تشهده جازان بدعم وتوجيه من قائد التعليم والعمل الملك القائد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله .وأبدع في الحفل مواهب شابة في الإلقاء والتقديم والشعر والألحان العذبة والرقصات الفلكلورية الجميلة فكانت كلمة الطلاب من الموهبة القادمة بقوة في الخطابة والثقافة خريج الجامعة عبدالرحمن إدريس وكانت الشاعرة شقراء المدخلي مبدعة بكلمات الأوبريت الذي كان في قمة التصوير الإبداعي للكلمة الشعرية المتميزة وهي مؤهلة لكتابة أوبريت الجنادرية القادم بإذن الله .كما كانت ألحان الملحن الموهوب صالح خيري حاضرة في جمل الأوبريت الموسيقية وبإشراف لهذا العمل الرائد من الأديب الموهوب عميد شئون الطلاب الدكتور محمد حبيبي مع ستة أصوات جميلة حلقت بأدائها الرائع في تناغم جميل قدم الكلمة الوطنية بصورة جميلة مرهفة .وقدمت عدة أفلام من إنتاج المركز الإعلامي في الجامعة وبإلقاء في غاية الجودة والإبداع للصوت المميز الأستاذ موسى محرق .وتميز الحفل بقسَم خريجي الطب وهو قسَم ألقاه عميد كلية الطب وردده الخريجون خلفه على كتاب الله بأن يحافظوا على إخلاصهم في عملهم وخدمة الإنسانية والعمل من أجل صحة أفضل .واستفدت من حديث عن الجامعة وجازان من معالي أستاذ الجميع الدكتور مدني علاقي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السابق والشيخ إبراهيم الذروي والإعلامي القدير الأستاذ جبريل أبودية الذي حدثنا عن ضمد وإبداع أبنائها .وكان فريق الجامعة الإداري والإعلامي في قمة التعاون ومنهم د .إبراهيم أبوهادي وإبراهيم الحازمي وإبراهيم مقرني وغيرهم .وبقيت كلمة حق سمعتها من الكثير من أبناء جازان من أن هذه المنطقة حظيت بأمير نبيل مفكر عميق التجربة واسع الإطلاع يشجع على العمل ويدعم الإبداع ولهذا انطلقت جامعة جازان وتطورت المنطقة في كافة المجالات . كما لابد من الإشادة بجهود معالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي الذي يقف خلف هذا الجهد المتميز في التعليم العالي سواء داخل المملكة أو عبر برنامج الملك عبدالله الطموح والرائد للابتعاث الخارجي .وأخيراً حق لنا أن نفتخر بجازان ومبدعيها من علماء وكتاب ومفكرين وأدباء وأطباء ومهندسين وفنانين وفي شتى المجالات فهم الإبداع والتميز وهي الأرض التي يخرج منها الجادون والمثابرون والعصاميون . [email protected]