** منذ أن أطلق خادم الحرمين الشريفين.. مسمى (درة الجامعات) على جامعة جازان .. عند زيارة المنطقة عام (1426ه) وكل فرد في المنطقة يشعر بأن الملك قد خص كل فرد منهم بأنه يعيش داخل مشاعر الأب الوالد والانسان.. بدليل ما حظيت به المنطقة بعد زيارتيه الأولى والثانية لها من اهتمام.. وما تجده من عناية فائقة وتفقد مستمر لأحوالها ومتابعة شؤون المواطنين فيها.. والانفاق على أوجه التطوير والتقدم بها كثيراً.. ** وهذا المعنى الجميل.. ** بل إن هذه المشاعر الحميمية المتبادلة بين الانسان والأب الذي أحبه الجميع كانت ماثلة في الاحتفال الجميل الذي أقامته الجامعة مساء أمس الأول الثلاثاء برعاية الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بمناسبة تخريج أكثر من (7000) سبعة آلاف خريج وخريجة هذا العام.. ** وكعادة أبناء جازان الذين إذا أحبوا أحبوا.. فإن أكاليل الحب والعرفان والوفاء التي نشرت روائحها في كل مكان.. قد جسدت حقيقة المشاعر الوطنية العميقة التي عبر عنها الجميع بصدق وإخلاص وولاء نادر وعميق .. للوطن.. ولوالد الوطن.. بدءاً بكلمة مدير الجامعة المتألق الدكتور (محمد آل هيازع) وانتهاء بالفيلم التصويري الذي أنتجته الجامعة بتميز.. ومروراً بإبداعات الخريجين الفذة.. ممثلة في الطالب مقرئ الحفل (موسى أحمد نمازي) والطالب مقدم كلمة الخريجين (عبدالرحمن موسى خمج) والطالب الشاعر (مهدلي عارجي) الذين قدموا صورة حقيقية ناصعة عن أوجه التميز والفرادة التي يتمتع بها أبناء المنطقة.. وتمثل تجسيداً حقيقياً لحالة الثراء العلمي والفكري.. وتدفق المواهب.. وتواصل الأجيال مع المعرفة في منطقة كل من وما فيها خيّر.. وكل ما يصدر منها يندّ عن (العبقرية) والتفوق.. ** لقد سعدتُ كثيراً وأنا أشهد كل هذا ويشهده معي بقية المدعوين من مناطق المملكة ليس فقط لإبداعات أبناء الجامعة وأساتذتها وإدارتها العليا فحسب.. وإنما لمستوى التنظيم والاعداد.. والتقديم الرائع والجميل لفقرات الحفل الذي طغت اللغة الشاعرية المفطورة بها المنطقة وأبناء المنطقة عليها.. ** فلقد شعرتُ - أنا وعشرات غيري من الحضور - بأن المنطقة في خير ما دام أن فيها هذه الطلائع الرائعة والجميلة.. وان الفتاة معلمة أو طالبة أو موظفة بهذه الجامعة المتميزة تأخذ حقوقها الكاملة.. بل وتتفوق فيها حتى على أخيها الشاب وتنافسه بقوة.. حيث بلغ عدد الخريجات ضعف عدد الخريجين.. واقترب عددهن من نصف عدد منسوبي الجامعة البالغ خمسة وخمسين ألف طالب وطالبة، رغم عمر الجامعة لم يتجاوز بعد (6) سنوات.. ** وإذا كان هناك ما أتمناه على الجامعة.. وإدارتها المتميزة فهو أن تنجح في التعاون والتنسيق مع جهات الاختصاص المختلفة سواء في الدولة أو القطاع الخاص.. لاستيعاب هذه الاعداد الكبيرة من الخريجين والخريجات في سوق العمل بسرعة كافية.. لاسيما وأن مخرجاتها تشكل إضافة لكل قطاع عمل سوف تلتحق به.. ** ويكفي الجامعة فخراً أن مبتعثيها ومبتعثاتها.. يدرسون الآن في أرقى الجامعات الامريكية والكندية والاسترالية والبريطانية ويحققون نتائج (مبهرة) وعظيمة لا أستغربها على أبناء المنطقة الذين أعرفهم.. وأعرف ما يتمتعون به من ذكاء فطري وغزارة علمية.. واهتمامات ثقافية نتمناها في جميع أبناء الوطن وهم كذلك إن شاء الله.. ** وبالاضافة إلى كل ذلك .. فإنني لا أتردد وأنا أتحدث عن تميز أبناء منطقة جازان من الناحية العلمية والثقافية.. لا أتردد في أن أشير إلى روحهم العالية.. ومحبتهم العميقة لهذا الوطن.. وقوة انتمائهم لمنطقتهم.. وإلى روحهم العالية وإلى أخلاقهم المتميزة.. لا أتردد في أن أشير إلى ان أكثر من رافقوا الضيوف.. وقدموا لهم الخدمات في كل مكان.. وتولوا عملية قيادة سياراتهم هم من أساتذة الجامعة ومحاضريها وخريجي الكليات العلمية المتخصصة فيها كالطب.. والهندسة.. والحاسب الآلي وسواها.. بل إن بعضهم انخرط في أداء مهام تنظيمية واتصالية وخدمية بالرغم من أنه كان مبتعثاً لدراسات عليا، وجاء إلى المنطقة لقضاء فترة إجازة مع أسرته.. لكن عشقه للمنطقة .. وتفانيه في حب الجامعة وخدمتها .. وتجاوباً مع تكوينه المتصف بروح الضيافة وإكرام الضيف جعلته ينخرط في تقديم أروع سيمفونية جعلتني أخاف عليهم جميعاً.. طلاباً وطالبات .. أساتذة.. وأستاذات ومبتعثين ومبتعثات.. من عين (الحاسدين) .. وأقرأ عليهم آية الكرسي.. ما شاء الله عليهم.. وألف تهنئة للوطن بهم من أعمق أعماق الفؤاد. *** ضمير مستتر: **(نفرح كثيراً.. عندما نجد بيننا من يمنحنا الإبداع.. فكيف لا نفرح ونحن نجد جيلاً كاملاً يمنحنا الثقة بالمستقبل العريض).