من حسنات إجراءات تصحيح أوضاع العمالة الوافدة، كشْف الغطاء عن بعض المواطنين - غير الوطنيين - ممّن كفلوا الكثير من العُمّال دون حاجة لهم، وتركوهم يعملون في البلد مع غيرهم، ومارسوا الجباية الشهرية منهم، حتى إذا ما طلب العُمّال تصحيح أوضاعهم بنقل كفالتهم للغير ظلموهم ظلماً مبينًا!. هذه قصّة واقعية لم أسمعها من أحد، ولم أقرأها في صحيفة، بل وقعت أمامي، والله على ما أقول شهيد، إذ طلب عامل وافد من كفيله المواطن نقل كفالته بصفة نظامية خلال مهلة التصحيح لمواطنٍ آخر يرغب في الحصول على خدماته، وهذا من حقّه طالما أجازته أنظمة الإقامة، وأعطاه 3 آلاف ريال لأجل ذلك، هي تحويشة ادّخرها وكان ينوي بعثها لزوجته وأولاده المحتاجين في بلده، فماطله المواطن لما يقارب السنة، يعِدُه مرّاتٍ كثيرة ويُخلف وعده في كلّ مرّة، وعندما قال العامل للمواطن: حرام عليك أعطني حقّي، انهال المواطن عليه ضرباً باليمين والشمال، لأرى دموعاً في عينيّ العامل تعبّر عن قهرٍ للرجال عظيم!. فليتنا كمواطنين نتقي الله في العمالة، ولا نظلمهم، فالظلم ظلمات يوم القيامة، فإمّا معاملة لهم بمعروف أو استغناء عنهم بإحسان، وكم أتمنّى أن تكون لدينا آلية سريعة في وزارة العمل والجوازات للبتّ في شكاوي العمالة ضدّ المواطنين الكفلاء الذين يظلمونهم، ومعاقبة هؤلاء الأخيرين، فكما يُعاقب العُمّال إذا خالفوا أنظمة الإقامة يُعاقب كفلاؤهم المخالفون للأعراف الإنسانية والمنتهكون لحقوق الإنسان!. @T_algashgari [email protected]