الرياض – خالد الصالح، الشرق نائب السفير الهندي: مشكلات واجهت العمالة منعتهم من نقل كفالاتهم. خيام أكبر يطالب الكفلاء ووزارة العمل والجوازات بتسهيل الإجراءات. أكدت سفارتا باكستان والهند سعيهما لتعديل أوضاع الجالية الباكستانية والهندية بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنح العمالة المخالفة مهلة ثلاثة أشهر لتصحيح أوضاعها، ورصدت «الشرق» في جولة ميدانية إقبالا كبيرا من جانب العمالة الهندية والباكستانية على سفارتيها لتصحيح أوضاعها . وكشف نائب السفير الباكستاني خيام أكبر عن وجود أكثر من 1.5 مليون عامل باكستاني يشغلون عديد اً من المهن في المملكة، وقال « نحن فخورون بأن كافة الوافدين الباكستانيين يعملون لدى أغلب المشاريع التي تخدم المملكة حيث لا تخلو أي شركة أو مؤسسة من العمالة الباكستانية، وفي جميع قطاعات الدولة». وأكد في تصريحات ل»الشرق»حرص الحكومة السعودية على ملاحقة المخالفين من جميع الجنسيات لأنظمة الإقامة، ما أوجد ذعراً للوافدين، ما دفع عدداً من الوافدين إلى الحضور للسفارة بغية مخاطبة الجهات الرسمية لمنحهم مهلة لنقل كفالتهم على الشركات التي يرغبون بالانتقال إليها، لكي يتسنى لهم العمل بالطريقة النظامية، وتصحيح أوضاعهم . وبيَّن أن السفارة تسعى جاهدة لتصحيح أوضاع الوافدين الباكستانيين المخالفين لانظمة الإقامة والعمل خلال فترة الثلاثة شهور التي منحها خادم الحرمين الشريفين. وطالب أكبر الكفلاء السعوديين ووزارة العمل والجوازات بمساعدة العمالة لنقل كفالتهم وتسهيل إجراءاتهم، مشيراً إلى أنه من الواجب على السلطات أن تقوم بدورها في مساعدة العمالة لنقل كفالتها، مبيناً أن فترة الثلاثة شهور تمر بسرعة وقد لا يستطيع الوافدون تصحيح وضعهم دون مضاعفة الجهود، مقترحاً منح الوافدين الباكستانيين مسارات خاصة في مكاتب العمل والجوازات لكثرة أعداد الذين يريدون نقل الكفالة. وقال أكبر «بدأنا بالتواصل مع جاليتنا الباكستانية في كافة مناطق المملكة وطلبنا منهم تعديل أوضاعهم، وذلك عبر الإعلام وعبر مندوبين خاصين للسفارة». وعن مشكلات الجالية الباكستانية في المملكة أشار أكبر إلى أن أغلب المشكلات التي تلقتها السفارة عن جاليتها كانت مشكلات مالية بحته، خاصة بمطالبات العمالة برواتبها ومستحقاتها المتأخرة ، إضافة إلى رفض بعض الكفلاء نقل كفالة مكفوليهم. وأكد نائب السفير الباكستاني أن السفارة الباكستانية لم ترحل عديداً من وافديها، غير أنها كشفت عن عدد كبير يعمل لدى كفلاء آخرين بطريقة غير نظامية، لافتاً إلى أن الكفلاء السعوديين سمحوا لهم بالعمل لدى أشخاص آخرين، وينبغي أن يقعوا تحت دائرة المسؤولية القانونية، حيث إن الطرفين مخالفان. ورحب أكبر بترحيل أي وافد باكستاني بعد مضي فترة الثلاثة أشهر حيث إنه لا عذر لهم بعد ذلك. وزارت «الشرق» سفارة دولة الهند للاطلاع على أوضاع جاليتها في المملكة، حيث رصدت تجمع المئات منهم خارج أسوار السفارة بغية طلب نقل إقاماتهم أو الترحيل. والتقت « الشرق» نائب السفير الهندي سيبي جورج الذي بيَّن أن مجمل أعداد العمالة الهندية في المملكة بلغ قرابة مليوني وافد، مشدداً على أن مساعي السفارة الهندية قائمة لأن يكون وجود الجالية الهندية نظامياً تماماً في المملكة لكنها مازالت تحتاج بعض الوقت. ورفض سيبي إطلاق كلمة «عمالة هندية مخالفة»، مبيناً أن وجود العمالة الهندية في المملكة نظامي ولكن المشكلات التي واجهتهم منعتهم من نقل كفالاتهم على مؤسساتهم التي يعملون فيها، لافتاً إلى أن معظمهم طلبوا من السفارة ترحيلهم وليس تسهيل نقل كفالاتهم على مؤسسات أخرى. وأشاد سيبي ببرنامج وزارة العمل «نطاقات» مؤكداً أنه من الواجب على الدولة أن تعطي الأولوية في شغل الوظائف لمواطنيها. وتطابقت شكاوى العمالة الهندية مع إشكاليات العمالة الباكستانية التي ذكرها نائب السفير الباكستاني بسلب الكفلاء حقوقهم وعدم منحهم رواتبهم بانتظام، حيث أشار جورج إلى أن السفارة تعاني الأمر نفسه وستسعى لتكثيف جهودها لإرجاع حقوق جاليتها قبيل ترحيلهم للهند. وأوضح جورج أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين المملكة والهند عززها خادم الحرمين الشريفين بعد زيارته الأخيرة إلى الهند والتي أكد فيها أن الهند هي بلده الثاني، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 36 مليار ريال.