من يملك القرار يستطيع تصحيح المسار، وبالتالي يحصد النجاح، ذكرت من قبل أن زمن التطنيش ولى، وعدم تدارك الأخطاء انتهى، والأهم مرحلة عدم الاستشعار بمشاعر الجماهير الاتحادية ذهبت إلى غير رجعة بمشيئة الله، فها هو النمر يستيقظ ويصحو بعد القرار الجريء بإقالة فيرسيري والاستغناء عن ابن جلدته رودريغيز أرهاصات تعاقدات إدارة التكليف التي وضعت العميد في وضع مخيف والقرار اسند المهمة للمدرب الوطني خالد القروني، فرئيس العميد إبراهيم البلوي كان جريئاً وهو يتخذ القرار الأهم مستنداً إلى خبرة عضو شرف مؤثر وخبير.. أهلاً باتحاد الروح والعزيمة والإصرار.. أهلاً بالنمور التي استعادت ركضها وشراستها. صحيح أن فوز الأمس هي مباراة ضمن دوري الأبطال طويل المسار، ولكن هناك عدة أمور جميلة يجب أن نتوقف عندها، أولها قرار التصحيح لرئيس النادي، وثانيها عودة الروح للنمور، وثالثها المدرب الوطني خالد القروني الذي يستحق تعظيم سلام.. تغييرات ليست تقليدية ولا روتينية مرتبطة بقراءة سليمة لمجريات المباراة وتكتيك على الأطراف يصل إلى المرمى بمنهجية.. يصنع الفرص 1 و2 و3 وغالباً الثالثة ثابتة، وإن لم تثبت فهناك المزيد. أهلاً بمدرج الذهب فهو دائماً على العهد، فالتيفو في الملاعب السعودية ولد ها هنا من بين جماهير العميد أصحاب الفن الفريد ومدرسة التشجيع والمؤازرة.. الفريق كان يترنح ومدرج يزأر ويبدع.. أهلاً ب»المخ» مختار ماكنة الأهداف «ما شاء الله».. روح وثقة وقادر على جلب الانتصار.. أهدر ركلة جزاء ثم عاد ليعدل ويجلب الفرحة لمدرج الذهب، وبين إهدار الركلة والتسجيل كان هناك درس بالمجان قدمه العالمي جيان وهو يرتب على كتفي مختار ويؤكد أن الإهدار أمر وارد والتعويض متاح.. إنها كرة القدم التي تعترف بالتنافس ولا يوجد في قاموسها أحقاد. من الأعماق أهنئ حمد المنتشري على مستواه الكبير، فقد أعاد يوم أمس شيئاً من ماضيه التليد، ووسط المطالبات بأن يعلن الاعتزال قال للجميع أنا هنا وفلسفة الإستفادة من كافة الإمكانيات صائبه، وليس المنتشري ومختار وحدهما كانا نجمين، فعبد الفتاح عسيري لاعب برتبة موهوب يفعل كل شيء في أرض الملعب.. مهاري من الطراز الأول يراوغ ويصنع الأهداف، وعندما تم توظيف فهد المولد صح كان لا بد أن يثمر ويساهم في الفوز الثمين، ودخول عبد الرحمن الغامدي كان قراراً سليماً نظم الوسط والهجمات. مبروك على عودة روح النمور، وتهنئة على استعادة قوة القرار وتوقيته في العميد، والعمل الإداري الذي تم، وتهنئة خاصة للمدرب القدير خالد القروني الذي تسلم فريقاً منهاراً، وفي غضون أيام تمكن من نفض الغبار وتحقيق فوزين متتاليين في كأس الملك ودوري الأبطال القاري، والمبروك الأهم أن الاتحاد على الطريق الصحيح، أما العودة فليس بعد.