جاءت الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لعدد من الدول الآسيوية لتؤكد من جديد على الدور المؤثر للمملكة في العلاقات الدولية بين دول العالم باعتبارها الدولة المحورية المهمة في منطقة الشرق الأوسط.. وتؤكد أيضًا عمق العلاقات القارية التي تربط المملكة بدول وشعوب القارة الآسيوية بما يحقق الأمن والاستقرار والاحترام المتبادل ودعم أواصر التعاون بين المملكة ودول المنطقة في كل المجالات وخاصة زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون المشترك بما يدعم الاقتصاد والتجارة والصناعة بين دول القارة ويعود على المملكة بالفائدة وزيادة الانتعاش الاقتصادي ودعم مسيرة التنمية وتوسيع آفاق التعاون بين المملكة ودول العالم بصفة عامة ودول آسيا خاصة. كما أن زيارة سمو ولي العهد إلى اليابان والهند وباكستان كشفت عن تقارب في وجهات النظر بين هذه الدول والمملكة في العديد من الموضوعات والرؤى السياسية والاقتصادية خاصة أن المملكة هي قاطرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو توطيد العلاقات بينها وبين مختلف دول العالم بما يدعم مصلحة منطقة الخليج وخدمة شعوبها. وزيارة سمو ولي العهد الآسيوية لها مغزاها ليس فقط في التعاون الاقتصادي والتجاري لكنها تركز ايضا على الجانب الاجتماعي وعلاقة المملكة بدول آسيا وشعوبها يتجلى ذلك في الكلمة التي القاها سموه في جامعة واسيدا باليابان حين قال: "إن العلم والمعرفة هما الاساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم.. وهما عماد الاقتصادات الحديثة.. بلادنا تبعد عنكم آلاف الكيلومترات.. صحيح أننا اقتربنا بعضنا البعض بفضل التقنية". وأهمية زيارة سمو ولي العهد الآسيوية تأتي بثلاث دول تشكل مع الصين الثقل الاقتصادي الأكبر في القارة الآسيوية والمؤثرة تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا والتصنيع والمجالات الأخرى.. ولذلك أهمية الزيارة تأتي من منطلق البحث عن دعم لاوجه التعاون مع هذه الدول المؤثرة اقتصاديًا لبناء شراكات في مجالات عديدة لدعم التطور الاقتصادي والبعد الاستراتيجي للمملكة وغيرها من مجالات التطوير والبحث العلمي.. وتلبية احتياجات المملكة من الخبرات والطفرة الاقتصادية والتكنولوجية لهذه الدول خاصة أن لدول آسيا عمالة كبيرة جدًا في المملكة تساهم مع ابنائهما في دعم الاقتصاد الوطني بما يعود بالخير على أبناء المملكة وأيضا على كل الدول والشعوب الإسلامية والعربية في المنطقة. وإذا كان المختصون والخبراء الاقتصاديون يدركون جيدًا مدى أهمية هذه الزيارة المهمة التي قام بها سمو ولي العهد وما نتج عنها من اتفاقيات وتفاهمات ودعم للعلاقات التجارية والتعاون المشترك في كثير من المجالات.. فإن المواطن السعودي يدرك ايضا ان ما نتج عن هذه الزيارة وغيرها من الزيارات التي تقوم بها المملكة لدول العالم هدفها الأول والأخير هو صالح المملكة ودعم اقتصادها ومسيرة التنمية فيها وبالتالي يعود كل ذلك بالخير والنفع والفائدة على أبناء المملكة واطمئنانهم على مسيرة الخير في بلدهم وهو ما يزيد من قوة المملكة ومكانتها في العالم. كما أن أكثر السعداء من نتائج هذه الزيارة هم رجال الأعمال والمستثمرون لأنها تعزز من فرص العمل والاستثمارات والعلاقات التجارية بين المملكة ودول القارة فهي تدعم القطاع الخاص وتفسح المجال له لدعم الدور التجاري والاقتصادي مع تلك البلدان ومساهمتها في العديد من المشروعات التنموية التي تنفذها المملكة