عندما تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مهام منصبه كقائد للمسيرة السعودية في مرحلتها الراهنة، فإنه وضع في أولوياته تفعيل وتعزيز شراكة المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة، خاصة تلك الدول التي حققت تقدمًا ملحوظًا في المجال العلمي والصناعي والاقتصادي والتقني، وذلك من خلال جولته التي استهل بها مقاليد الحكم، وشملت العديد من البلدان في مقدمتها الهند التي أضحت اليوم رقمًا مهمًّا ومؤثرًا في المعادلة الاقتصادية الدولية من خلال معدل نمو اقتصادي، أصبح ضمن أعلى المعدلات على المستوى العالمي. الزيارات المتبادلة بين قادة المملكة والهند والتي تم خلالها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات التي تخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، والتي تعتبر زيارة رئيس وزراء الهند الدكتور مانموهان سينج للرياض مؤخرًا ولقاؤه خادم الحرمين الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وكبار المسؤولين في المملكة إحدى محطاتها البارزة، تؤكد أن الشراكة السعودية - الهندية تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق تطلعاتها في أن يشكّل البلدان معًا قوة أخلاقية فعّالة لعالم أفضل يسوده الأمن والسلام والرخاء. ما قاله رئيس الوزراء الهندي خلال زيارته لمجلس الشورى السعودي أمس حول المملكة من أن المملكة تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين هي عمود الاستقرار في منطقة الخليج، وتثمينه للمكانة العالية للمملكة كونها مهد الإسلام، ومهبط الوحي، وأرض القرآن الكريم ينطوي على أهمية بالغة، لأنه أولاً يصدر عن رئيس وزراء دولة تحتل ثقلاً سياسيًّا وإستراتيجيًّا تخطى مستوى القارة الآسيوية، ووصل إلى المستوى العالمي عن جدارة واقتدار، ولأنه يصدر ثانيًا عن دولة تضم أكبر جالية إسلامية في العالم، ولأنه يصدر ثالثًا عن دولة مؤيدة لمبادرة السلام العربية، وداعمة حكومةً وشعبًا بشكل ثابت ومتواصل لكفاح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وذات سيادة. الزيارة من هذا المنطلق تؤسس لقاعدة ثابتة لعلاقات الصداقة والتعاون بين قطبين هامين على المستوى الإقليمي، والدولي، يسعيان معًا من أجل عالم يسوده السلام والاستقرار والتعقّل.