ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي نقرأ فيها خبرًا يشير إلى بيع أشياء تافهة بالمزاد العلني بملايين الريالات فقد بيعت ناقة "بعير" بأكثر من 10 ملايين ريال وبيع "تيس" و"ماعز" و"نعجة" منفردين بمبلغ يزيد عن 350 ألف ريال، وبيعت أرقام تليفونات وأرقام مركبات بمئات الألوف! والأدهى والأمر والذي لا يستوعبه العقل أن تباع طيور ودجاج وبقر وثيران بمبالغ فلكية وخيالية.. رغم أن نظام الإنفاق في الإسلام محكوم بمجموعة من النصوص القرآنية والنبوية مثل قوله تعالى: "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا " الإسراء: 29 وفي الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: "كل واشرب والبس وتصدق من غير مخيلة ولا إسراف"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "ما عال من اقتصد". قبل أيام قلائل أقيم مزاد بيعت فيه لوحة مركبة ب650 ألف ريال، والغريب بل المدهش أن فى أمريكا قيمة لوحة المركبات ب16دولارًا، وبإمكان أي شخص الحصول على لوحة خاصة بأي اسم يريده، وبحروف قصوى عددها 5 حروف، وذلك بقيمة 48 دولارًا أمريكيًّا..! والحمد لله على نعمة العقل.! بيد أن المؤلم بحق هو عندما نسمع أن هناك من يصفنا بالسفه، ويقولون إننا أناس لم يتعبوا في الحصول على هذا المال، وإلاَّ لم يكن صرفهم له بهذه السهولة. وإننا نعاني من التخمة المالية، وإننا شعب لديه الكثير من المال، لسنا بحاجة له، وما إلى ذلك من كلمات وجمل غير لائقة، وفي وقت يعاني فيه العالم من أزمات اقتصادية ومجاعات وكوارث مؤلمة.. إن هذه التصرفات قد تجعل هؤلاء يحقدون علينا بسبب الغبن والقهر لدى بعض المحتاجين منهم، وقد يعجز أحدهم أن يشترى كماليات الحياة أو دفع إيجار بيت صغير يضم أفراد أسرته معه. ويتمنون زوال النعمة عنا على الرغم من أن من يتصرف بهذه الطريقة هم قلّة قليلة من المتخمين بالمال..! ودون شك فهذه التصرفات غير طبيعية، وغير معقولة، وغير متزنة تسيء للدين أولاً، وللشخص ثانيًا، وتقلل من قيمته بين أفراد مجتمعه وتضعه في خانة البذخ والوجاهة والبطر بالنعمة.! ويفشل العقل البشري في العثور على مبرر منطقي لذلك.. ونحن كوننا مسلمين -ولله الحمد- ديننا الحنيف يحثنا توجيه هذه الثروات لما فيه مصلحة المجتمع .! وقد يبخل البعض منهم في مساعدة الأسر الفقيرة والأرامل والجمعيات الخيرية لرعاية وتكافل الأيتام أو المصابين بالسرطان، ولجان الزواج الجماعي ولجان أصدقاء المرضى وغيرهم.. أخيرًا ندعو الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. وقفة للتأمل: لا تناقش "عاشقًا" ولا "مُتعصبًا" فالأول يحمل قلبًا "أعمى"، والثاني يحمل "عقلاً مُغلقًا" (جورج برنارد شو). [email protected]