منذ أن كتب كتابه الشهير "القوانين الثمانية والأربعون لامتلاك السُلطة"، ظل روبرت جرين، الكاتب الأمريكي عرضة للنقد اللاذع، للصدمة التي تركها في نفس القارئ، من دهاء وهول هذه القوانين، ومع ذلك، باع منه ملايين النسخ، وتُرجم إلى 24 لغة. اليوم يقول الكاتب العراقي الأستاذ خالد القشطيني، في مقاله بالشرق الأوسط، في 9 فبراير، (مستنقع السياسة يعج بالقاذورات.. يفرض على الخائضين فيه المراوغة والتراجع والانتهازية وكل ما يخطر على الذهن من حيل، ناهيكم بالاستفزاز، لذلك زج الدين النقي في هذا المستنقع إساءة بالغة للإيمان، ويقوم الدين على قيم ومبادئ ووصايا ومعتقدات باقية خالدة.. السياسة نقيض لذلك، فهي تخضع للظروف الآنية ومستجدات الساعة، فتجبر أصحابها على تغيير برامجهم ومساراتهم وحتى مبادئهم، وهذا هو المعترك الجاري في الشرق الأوسط.. لديك أصوليون يريدون التمسك بأفكار، ورجال دولة ملزمون بالتفاعل مع الواقع). مما سبق يتضح أن كاتب المقال، ينفر مما يسمونه في الإعلام اليوم الإسلام السياسي، على اعتبار أن الدين يقوم على الخلق القويم، بينما السياسة تقوم على المكر والدهاء والخداع، وهو ما يحاول الكاتب الأمريكي روبرت جرين أن يقنعنا بعكسه، لأنه يقول أن السياسة، وامتلاك السُلطة، فنٌ، وعلمٌ، وممارسةٌ، لها قوانينها، وأحكامها، من دخل فيها يجب أن يلتزم بما يتطلبه لينجح، ولا يعني ذلك، أنها قاذورات، لاسمح الله، كما يصفها القشطيني، بل هي أصلٌ قائم، له أهله، وشخصياته الفذة التي تتقنه، ولا يجوز اتهامهم بالإنتهازية. يصعب ذكر قوانين جرين الأربعة والثمانين، ولكن لا مانع من المرور على بعضها، يقول جرين، القانون الأول، يجب عليك ألاّ تبرز إعلامياً فوق رئيسك، فهذا سوف يحطمك، والثاني لاتضع الثقة أكثر من اللازم في الأصدقاء، بل تعلم كيفية استخدام الأعداء، لأن الأصدقاء يخونون بسرعة بسبب الحسد، والثالث، لا تتكلم ولا تصرح، وقل في المناسبات العامة أقل مما يجب، والرابع لا تصرح بنواياك، بل اترك الناس في قلق وتوجس أين تكون خطواتك القادمة. #للحوار_بقية قانون جرين الخامس، اجعل الآخرين يعملون لحسابك، وخذ أنت كل الثناء، ولا تفرط فيه، يتناقض مع الإدارة الحديثة التي تقول أعط الناس حقوقهم الأدبية.