الهجمات الإلكترونية أو ما يسمى تقنياً بالإرهاب الإلكتروني هو استخدام التقنيات الرقمية لإخافة وإخضاع الآخرين، أو هو القيام بمهاجمة نظم المعلومات على خلفية دوافع سياسية أو عرقية أو دينية. . وتقول الدراسات أنه يتوقع أن تتسبّب الهجمات الإلكترونية بخسائر اقتصادية تقدر ب3 آلاف بليون دولار بحلول عام 2020، في حال لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة، وذلك استناداً إلى تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وفي مملكتنا الحبيبة لا يزال الغموض يلف حادث الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له شركة أرامكو التي أعلنت عنه خلال الفترة الماضية ، بعد تعرضها لفيروس تخريبي قالت إن مصدره خارجي، وأثّر على قرابة 30 ألف جهاز كمبيوتر مكتبي، لتعلن بعد ذلك عن تطهير الأجهزة وإعادة الخدمة الإلكترونية لها. ويعد الهجوم الذي تعرضت له شركة أرامكو هو أخطر الهجمات التي شهدتها دول الشرق الأوسط، وتؤكد الدراسات أن المملكة وإيران من أكثر دول المنطقة تعرضاً للهجمات. وتؤكد المؤشرات المعلنة « في الربع الثالث من عام 2013 أن المملكة أتت في المركز الثاني بنسبة 22% من الحوادث المتعلقة بالبرمجيات الخبيثة في المنطقة تليها الإمارات العربية المتحدة ب 34%، تليها تركيا 14% . وتقدر التكلفة الإجمالية للهجمات الإلكترونية على الأفراد السعوديين ب 527 مليون دولار (1.98 مليار ريال) ، حيث إن تكلفة الهجمة الإلكترونية على الفرد 700 ريال وهي التكلفة المباشرة، بمعنى أنها لا تشمل فقدان معلومات أو خلافه، أما على مستوى الشركات فالهجمات تكلفتها أكثر كثيراً من تقييمها مادياً لأنها تنعكس في أضرار أخرى مثل سمعة الشركة وإنتاجيتها والقوى العاملة فيها، وأمور أخرى أكثر من القيمة المادية. وبحسب المؤشرات المعلنة فإن 27.4% من مستخدمي الحاسوب في المملكة يعانون من الحوادث الأمنية الواردة من الانترنت وهو مؤشر يفوق المعيار المتوسط في المنطقة، هذا وقد وقع 39.4 % من المستخدمين في المملكة ضحايا لما يعرف بالتهديدات التقنية السيبرانية المحلية التي تنتشر عن طريق مصادر غير متصلة بالانترنت مثل أقراص USB وCD وDVD وغيرها، بينما عانى 27.4% منهم من البرمجيات الخبيثة على شبكة الإنترنت. ويؤكد الخبراء أن الثغرة الأمنية الالكترونية الأكثر شيوعاً في المملكة كانت في VLC Player 32% ،Oracle Java 27% وGOM Player 26%. ، وقد استغلت بكثرة من قبل المجرمين بغية إصابة حواسيب المستخدمين مبيناً أنه وباعتبار أن المملكة تتميز بأكبر عدد للسكان في المنطقة، فإن حصتها من مايسمى بالبريد المزعج بلغت 0.44% من الرسائل الالكترونية على مستوى العالم وتعد مصدراً ل 64% من البريد المزعج في الشرق الأوسط، وتحتل كل من الإمارات والكويت المركز الثاني بعد المملكة بنسبة 13% لكل منهما، ويواجه العديد من المستهلكين في المنطقة وبصورة متزايدة مشكلات عدة نتيجة البرمجيات الخبيثة التي تأتيهم إما عن طريق هواتفهم الذكية العاملة بنظام التشغيل أندرويد أو الشبكات الاجتماعية إلى جانب رسائل الاحتيال والرسائل غير المرغوب فيها والتي تحتوي على الفيروسات. وفي الختام .. يجب على الجهات المختصة والشركات اتخاذ بعض سبل حماية نظم المعلومات الهامة، ولكن تبقى الخلاصة هي أنه لا يمكن تقديم حماية مطلقة وتامة لنظم المعلومات المرتبطة بشبكات الاتصالات ، والسبيل الوحيد لتأمين المعلومات الحساسة هو عزل الأجهزة التي تحتوي هذه المعلومات عن العالم، ولكن مثل هذه الإجراءات يمكن لها أن تؤدي إلى نتائج أكثر إيذاء على المدى الطويل تتمثل في حرمان المجتمع من وسائل زيادة الإنتاجية والفعالية، ومع ذلك، فإن استخدام مجموعة من الإجراءات الأمنية الأساسية يمكن لها أن تقلل بشكل كبير من مخاطر الاختراقات والإرهاب الإلكتروني. والله الموفق