كشف يوجين كاسبرسكي المدير العام لشركة «كاسبرسكي لاب» Kaspersky Lab أن دُوَلاً طلبت من شركته تقديم خدمات في مجال حماية المعلومات من الاختراق بعد اكتشاف عدة حوادث تجسس لدُوَل على دُوَل أخرى. ورفض كشف الدول التي طلبت الحماية من شركته في المنطقة. وقال هذا الخبير الروسي في مجال أمن المعلومات في تصريحات خصّ بها «الحياة» على هامش لقاء عقدته «كاسبارسكي لاب» في الرياض أخيراً «أنّ انتشار التقنيّات يزيد من حدوث مشكلات تقنيّة بصورة حتميّة، ما يجعلنا نتحمل مسؤولية توفير حلول أمنيّة متقدّمَة تساعد على حماية الخدمات من التعرّض إلى التخريب، خصوصاً في مجالات حسّاسة كالنقل والطاقة». منابع للأخطار لفت كاسبرسكي إلى أن السوق السعوديّة هي من أكبر أسواق الشرق الأوسط، وتعمل شركته على التوسّع فيها، على غرار جهودها في الدُوَل التي تنشط فيها «كاسبارسكي لاب» بفعاليّة وهي روسيا والدُوَل الناطقة بالروسيّة، وأميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا. وقال: «نسعى الى تحسين علاقتنا في بعض القطاعات. ونعمل في شكل مُكثّف مع القِطاع التعليمي خصوصاً «جامعة الملك سعود». وأوضح أن الشراكة مع جامعة الملك سعود ليست في مجال التقنيّة فحسب، بل تشمل مجال التعليم ومساعدة الجامعة على النمو في هذا المجال. ووفقاً لإحصاءات صادرة عن «كاسبارسكي لاب» للربع الثالث من العام 2013، فإنّ 39.4 في المئة من المُستَخدمين في السعودية، وقعوا ضحايا لتهديدات إلكترونيّة «محليّة» بمعنى أنها تهديدات تنتشر من طريق مصادر غير متصلة بالانترنت مثل أدوات الذاكرة الرقميّة «فلاش» والأسطوانات الرقميّة المُدمَجَة وأسطوانات ال «دي في دي» وغيرها. وكذلك عانى 27.4 في المئة منهم ضربات جاءت من برمجيّات خبيثة وصلتهم عبر شبكة الإنترنت. وبصورة متزايدة، يواجه مستهلكون في المنطقة مشكلات عدّة نتيجة برمجيّات خبيثة تأتيهم إما من طريق هواتف ذكيّة ونُظُم «أندرويد»، أو الشبكات الاجتماعية، إضافة إلى رسائل الاحتيال الإلكتروني، وتلك غير المرغوب فيها، وأخرى تتعلّق بالوضع السياسي في المنطقة. وبالنسبة للشركات، تتوسّع قائمة التهديدات الرقميّة بسبب مشاكل متنوّعة ك «هجمات تعطيل الخدمة» DDoS وهجمات تشويه مواقع ال «ويب» وتهديدات اخرى لا تتوقف عن التطوّر، على غرار «أكتوبر الأحمر» للتجسّس الإلكتروني التي جرى تحديدها في المملكة العربية السعودية. وخلال لقاء عقد مع وسائل الإعلام، قال كاسبارسكي: «نشهد اليوم تحوّل الإنترنت من شبكة لتبادل المعلومات إلى منصّة اتصالات عالمية تمثّل حجر أساس البنى التحتيّة للمؤسّسات والشركات. وتتعرّض هذه المنصّة لهجمات استراتيجية مُدَمّرة. وفي «كاسبارسكي لاب»، نعمل من أجل تزويد عملائنا بأحدث الحلول الفعّالة. كما نعمل مع الحكومات والمُنظّمات الدُوَليّة، ونتبادل معها المعارف والخبرات وأحدث الاتجاهات والرؤى، ما ينسجم مع أهدافنا المشتركة في جعل الإنترنت بيئة آمنة ومحميّة». التهديدات الالكترونية في السعودية توصّلت «كاسبارسكي لاب» إلى تجميع المؤشّرات التالية بعد تحليل للبيانات التي وفرتها «شبكة كاسبارسكي للأمان» المعتمدة على «حوسَبَة السحاب» Cloud Computing في الربع الثالث من عام 2013: - التهديدات المحليّة لا تزال سائدة في الشرق الأوسط. ويواجِه 39.4 في المئة من المستخدمين تهديدات إلكترونيّة محليّة تنتشر عبر مصادر غير مرتبطة بالانترنت كأدوات تخزين البيانات الرقميّة. - 22 في المئة من الحوادث المتعلقة بالبرمجيات الخبيثة في المنطقة، حدثت في السعوديّة. إذ حلّت المملكة العربيّة السعوديّة في المركز الثاني بعد الإمارات (34 في المئة)، وجاءت تركيا في المرتبة الثالثة (14 في المئة). وسجّلت منتجات «كاسبارسكي لاب» ما يزيد على 11.5 مليون من هجمات البرمجيّات الخبيثة على حواسيب المُشاركين في «شبكة كاسبارسكي للأمن» بالسعوديّة. - البرنامج الخبيث الأكثر انتشاراً في المنطقة عامة، خصوصاً السعوديّة، هو الفيروس الإلكتروني المُسمّى «وين 32. ساليتي» win32.Sality. ويتّخِذ هذا الفيروس أشكالاً متعدّدة، وينتشر عبر الوسائط النقّالّة والتشارك في الملفات عبر الشبكات الرقميّة. وتبيّن أيضاً أن هناك ما يزيد على 170 ألف محاولة لإصابة الحواسيب، سُجّلَت خلال الربع الثالث من عام 2013. - كانت الثغرة الأمنيّة الأكثر شيوعاً في السعوديّة هي «في إل سي بلاير» ( 32 في المئة)، و «أوراكل جافا» (27 في المئة)، و «غوم بلاير» (26 في المئة). واستغلت هذه الثغرات بكثرة من قِبَل مُجرمين إلكترونيّين بهدف الدخول إلى حواسيب المستخدمين. حوادث أمنيّة بسبب برمجيّات خبيثة البلد نسبة المستخدمين التصنيف العالمي مصر 47.8 في المئة 13 قطر 40.7 في المئة 39 الإمارات 40.4 في المئة 41 السعودية 39.4 في المئة 47 عمان 38.5 في المئة 50 البحرين 35.1 في المئة 73 الكويت 33.4 في المئة 92 27.4 في المئة من مستخدمي الحاسوب في السعوديّة يعانون من حوادث أمنيّة تأتي من شبكَة الإنترنت، وهو مؤشّر يفوق المعيار المتوسط في المنطقة. تهديدات الانترنت البلد نسبة المستخدمين التصنيف العالمي قطر 29.3 في المئة 32 السعوديّة 27.4 في المئة 48 مصر 26.4 في المئة 52 الإمارات 26.4 في المئة 54 عُمان 22.8 في المئة 71 الكويت 21.3 في المئة 89 البحرين 18.5 في المئة 123 البريد الإلكتروني المُزعِج «سبام» Spam: تتميّز السعودية بأعلى نصيب للسكان من الرسائل الالكترونيّة المُزعِجَة في المنطقة. وتعتبر مصدراً ل64 في المئة من البريد المُزعِج في الشرق الأوسط. وتحتل الإماراتوالكويت المركز الثاني بعد السعودية بنسبة 13 في المئة. - على رغم هذه المُعطيات، لا تزال الوسائط النقّالة والشبكات المحليّة هي الطريقة الأساسيّة في نشر البرمجيّات الخبيثة في المنطقة. كما لوحِظَت زيادة في استغلال الثغرات في المتصفحات والبرامج الرقميّة. - يواجه الوضع الأمني لمنطقة الشرق الأوسط زيادة في مجموعات القَرصَنَة الإلكترونيّة، خصوصاً تلك التي تعتمد هجمات «دي دوس» DDOS والويب لإيصال رسالتها السياسية، على غرار «الجيش الإلكتروني السوري» و «مجموعة القسّام» و «العمليّات السِريّة في الشرق الأوسط». - تنتشر بسرعة كبيرة البرمجيات التي تستهدف منصة «أندرويد» في الأجهزة المحمولة، ما يجبر الشركات على التعامل بجديّة مع مسألة اعتماد سياسة «إجلِب جهازك الخاص» Bring Your Own Device، واختصاراً «بيود» BYOD. وارتفع عدد الحوادث التي تسبّبت بها البرمجيات الخبيثة لمنصة «أندرويد»، بحسب ما سجّله القسم المتخصّص بالأجهزة النقّالة في «كاسبارسكي لاب» في السعودية، بنحو الضعفين بالمقارنة مع الربع الثالث من عام 2012. - سجلت البرمجيّات الخبيثة التي تنتشر عبر مواقع التواصُل الاجتماعي ك «فايسبوك» و «تويتر» نموّاً ملموساً في بلدان الشرق الأوسط. ويعود ذلك على الأرجح إلى الزيادة الكبيرة في عدد مستخدمي مواقع التواصُل الاجتماعي في المنطقة. - انتشار البرمجيات الخبيثة عبر استغلال الوضع السياسي. فعبر إنشاء روابط مزيّفة توصِل إلى أخبار سياسيّة، وكذلك الحال بالنسبة لمقاطع الفيديو، يعمل مُحتالون على توجيه المستخدمين إلى مواقع إلكترونيّة خبيثة سعياً لاستغلال الثغرات في مُتصفّحات الانترنت في تحميل برمجيّات خبيثة.