لم تمنع برودة الطقس بمنطقة الجوف التي تتراوح هذه الأيام ما بين 5 إلى 7 درجات مئوية صغرى، أكثر من 90 ألف زائر من الاستمتاع على مدى خمسة أيام من عمر مهرجان الزيتون السابع للاستثمار والتسويق المقام بمدينة سكاكا، بالفعاليات والأنشطة التي احتضنتها أجنحة ومعارض المهرجان، متضمنة العديد من البرامج التثقيفية، والترفيهية، والعلمية، والاقتصادية. وأكّد المنظمون لمهرجان الزيتون أن أجنحة ومعارض المهرجان تشهد إقبالاً كبيرًا من الزوّار، حيث أعدت أمانة منطقة الجوف العديد من البرامج التي تناسب الأسرة بمختلف أعمارها، متوقعين أن يرتفع الإقبال الجماهيري للمهرجان خلال الأيام المقبلة نظرًا لبدء إجازة منتصف العام الدراسي. واستطلع فريق وكالة الأنباء السعودية المكلف بتغطية مهرجان الزيتون، آراء هؤلاء الزوّار، ونقل انطباعاتهم عن فعاليات وأنشطة المهرجان، حيث قال المواطن عيسى محمد " هذه هي زيارتي الثانية لمهرجان الزيتون في الجوف، حيث زرت المهرجان العام الماضي، كوني من المهتمين بالزيتون وأحرص على تناوله في حياتي بشكل يومي، وأستثمر حضوري للمهرجان في شراء المزيد منه". وبين عيسى أنه لمس هذا العام تطورًا ملحوظاً في المهرجان يختلف عن نظيره في العام المنصرم، تبين ذلك من خلال زيادة البرامج التثقيفية عن الزيتون، وحجم العرض لمنتجاته، وبرامج الأطفال الترفيهية والتعليمية، حيث يستمتع الزائر بحضوره مع أسرته دون ملل". من جهته قدّم المواطن فهد الرويلي، شكره للقائمين على مهرجان الزيتون نظير جهودهم المتميزة في تنظيم أنشطته المتنوعة وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف. وأوضح أنه يترقب كل عام موعد إقامة مهرجان الزيتون، للذهاب مع أسرته إليه والاطلاع على برامجه وفعالياته المفيدة، ومنها الدورات التربوية والتدريبية والتثقيفية، مفيدًا أنه يحرص خلال جولته على اقتناء الزيتون وزيت الزيتون الذي اجتاز اختبارات "مجاز" للجودة وذلك لقيمته الغذائية والصحية للإنسان. وذهب المواطن محمد خليف إلى أبعد من ذلك، حيث وصف المهرجان بالاحتفالية الكبرى لأهالي الجوف، مبيناً أن المهرجان أضحى متعة الأسرة التي تبحث في خضم هذا الطقس البارد الذي وافق بدء إجازة منتصف العام الدراسي، عن المكان الذي يقضون فيه جميعًا أوقاتهم، ويلبي في الوقت ذاته حاجات الأب والأم والطفل في آن واحد. ولم يختزل مهرجان الزيتون فعالياته المتنوعة على العرض فقط، بل أتاح الفرصة لأصحاب المواهب من الشباب والفتيات لتقديم ما لديهم من إبداعات تتَّسِق مع برنامج المهرجان، فقال الشاب صالح العلي، وهو أحد محبي التصوير الفوتوغرافي، إن لمعة الزيتون وتنوع انتاجه وألوانه يجذبه لالتقاط صور له، بينما أكدت الشابة مريم الرويلي أنها تحرص على حضور الدورات الخاصة بالتجميل التي يقدمها متدربات بارعات يتقن الإبداع في استخدام الزيتون بمعالجة البشرة والعناية بها. بدورها أبدت المواطنة فايزة عويد، اعتزازها بمنطقة الجوف التي وصفتها ب "أرض الذهب الأخضر"، معربة عن سعادتها وهي تشاهد برامج متنوعة مفيدة في هذا المهرجان تجاوزت الفكر التسويقي للزيتون إلى الفكر المعرفي عنه، لتستقطب هذه البرامج الزوّار من مختلف دول العالم خاصة من الدول الخليجية والعربية نظرًا لقيمة الزيتون الغذائية والصحية التي يبحث عنها الجميع. من جهته أكد المواطن فيصل العيد، أن مهرجان الزيتون يتطور بشكلٍ سريع، بفضل الله ثم بفضل رعاية واهتمام سمو أمير المنطقة، حيث يدرك سموه قيمة الكنز الطبيعي الذي تختزنه أرض الجوف في باطنها، في إشارة إلى شجرة الزيتون، ويفتخر أبناء المنطقة بذلك، ويحرصون على المساهمة أمارة المنطقة وأمانتها من أجل إبراز هذا الكرنفال للعالم. وعبر المواطن على الخالدي الذي تجول في أجنحة ومعارض المهرجان على كرسيه المتحرك عن إعجابه بالتسهيلات التي وجدها ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين باختلاف إعاقاتهم لدخول المهرجان والتجول فيه، موضحًا أن المهرجان فرصة كبيرة لمن يرغب في البحث عن الفائدة الثقافية، والترويح عن النفس في الوقت ذاته من خلال البرامج المنوعة الخفيفة التي تناسب الكبير والصغير. وفي إحدى أجنحة المهرجان، وقف المقيم المصري محمد صلاح وزوجته سيدة محمود، مستمتعان برؤية أنواع الزيتون وزيوته الطبيعية، وتذوقا المأكولات الشعبية التي عرضتها الأسر المنتجة، وعدّا المهرجان فكرة جيدة لتسويق زيتون الجوف الذي يحرص الجميع على تناوله والاستفادة من زيته في الطهي وإضفاء النكهة على أطباقهم التي يعدّونها. وحضر المواطن رائد العنزي إلى أرض المهرجان بصحبة أطفاله، مبينا أن عروض السيرك كانت أجمل ما تمتع به مع أسرته على حد قوله، لافتا إلى أن فقرات الفنون الشعبية التي أقيمت في بيت الشعر حظيت بإعجابه حيث تضمنت فقرات شيقة، تخللها احتساء القهوة والشاي مع التمر الجوفي المعروف بحلوة الجوف. وللأطفال مكانة خاصة في قلب الأسر التي حضرت معظمها للمهرجان من أجلهم، وأخذت "واس" انطباعات هؤلاء الأطفال عن المهرجان وفعالياته، فقال الصغير محمد على الذي يدرس بالصف الثاني الابتدائي " لقد وعدني أبي بالقدوم إلى هنا للاستمتاع بالمهرجان، وأعجبني عروض السيرك، والمسرح". وقال الطفل هاني صالح ذو الستة أعوام "أعجبني السيرك والحركات البهلوانية التي تؤدى، ومسرح الدمى فيها" في حين بدت السعادة جلية على محيا الطفلة ألين العلي التي تباهت بين قريناتها من أقربائها اللاتي قدمن مع عائلتهن، بمعرفتها لفصيلة دمها حينما زارت جناح جامعة الجوف، الذي أعد جناحا يجري فيه للزائر اختبار فحص الدم. وفي إحدى ساحات المهرجان، أدى مجموعة من الأطفال الصلاة جماعة خلف زميلهم، في منظر أثار إعجاب الكثير من الزوّار، ليفرغ الجميع من الصلاة ويقول أحدهم "علمني أبي أن التوفيق في الحياة يبدأ من التزامي بصلاتي".