جاء المعرض الشخصي الذي قدمه الفنان التشكيلي المغربي محمد الشهدي في صالة العالمية بجدة امتدادًا لما ظل يرفد به الساحة الفنية من إبداع تجلت فيه بصمته المميزة، ففي هذا المعرض الذي كان قد افتتحه المهندس الاستشاري مروان ناظر، قدم الشهدي فيه أكثر من (40) عملًا فنيًّا بمقاسات وأحجام مختلفة. كما تباينت فيها الرؤى الفكرية، والتي كشف عنها صاحب المعرض بقوله: «أقدم في معرضي هذا اتجاهين مختلفين أولهما يتراوح بين الرمز والتجريد.. وقد اتخذت الإنسان من وجهة شموخه وكذلك من زاوية انحصار قدرات هذا المخلوق وقد أسقطته كعنصر تعبيري شبه مشترك بين جل الأعمال في هذا الشق الفني.. وقد اختلفت دقائق هذه الأعمال باختلاف الرؤية التعبيرية لكل عمل على حدة.. أمّا الاتجاه الثاني فيخص الحرف العربي الذي اصطففت منه ملامح الخط الديواني وأدخلته كبوتقة جمالية في كل عمل تتسيدها الحركة لما لهذا النوع من الخطوط من البعدين.. أولًا الانسيابي لما تسمح به حروفه من الامتداد والتقلص والانحناء وغيرها.. وكذا لجماليته المتميزة التي يمكن توظيفها كمكمِّل في فضاء تعبيري يحوي أكثر من عنصر». وفق هذه الرؤية جاء المعرض الذي حظي باهتمام النقاد ومنهم الناقد التشكيلي المصري الدكتور سعد السيد العبد الذي كتب يقول: «قدم التشكيلي محمد الشهدي لذائقة التشكيل العربي الأصيل تجربة إبداعية جمالية قوامها توظيف الخط العربي في أعمال تشكيلية تصويرية إبداعية تجسد مفهوم الجمال، من خلال جملة من الإمكانات التقنية والأسلوبية التي يمتلكها، حيث وظف الحرف العربي بتقنياته التي تتوافق وخصائصه التشكيلية فهناك الاستطالة والتطاير في أفق العمل محققًا حسًّا حركيًّا جماليًّا متوافقًا، كذلك يرى المتأمل تراكبًا جماليًّا وتكبيرًا وتصغيرًا في حركة تبدو دوامية تارة وتارة أخرى تعبر عن التحرر والعفوية والتناسب الجمالي». يشار إلى أن الفنان التشكيلي المغربي محمد الشهدي فنان متعدد المواهب فهو شاعر وروائي وكاتب قصة له إصدارات أدبية عديدة فعلى مستوى الشعر أصدر دواوينه: «أوراق من دم متجدد»، و»براعة الفناء»، و»رفات»، و»ورود على محرقة الاشتهاء»، وفي مجال القصص قدم: «الهجرة إلى الرحيل»، «شيء كالسر»، و»مواعيد الظل»، وفي الرواية قدم: «سباحة الغرقى»، و»رحمة س» وله مؤلفات تحت الطبع من جزئين «السيرة الذاتية - الرعدة». كما عمل أمينًا للمكتبة المحمدية بمدينة سلا بالمغرب في الفترة من 1981-1990م، وعضو مؤسس لجمعية نهضة الفن التشكيلي المغربي وأقام العديد من المعارض الشخصية في المدن المغربية والأوروبية ومدينة جدة حيث يقيم منذ (20) عامًا.