علينا أن نتوخى الدقة ، ف ( منفوحة ) حفيدة التاريخ العائد إليها بعد غياب لتحديث بياناتها وتجديد هويتها الوطنية ، اليوم الذي تتنفس فيه ( منفوحة ) و يغادرها الآلاف من المخالفين يوم تاريخي سيسجل في ( أوتوجرافها ) ، يوم تولد فيه ( منفوحة ) من جديد ، و لا بأس فللمخاض آلامه ونزيفه ، التاريخ ومنفوحة أشبه بطاقة القدر التي تنفتح فجأة فيكتشف الأحفاد - كما في المسلسلات العربية -أن لهم جداً هاجر إلى ( أستراليا ) تحديدا و جمع الملايين ليتركها لهم و هم أشد ما يكونون حاجة ، فيغفرون له غيابه الطويل ! بدت أهمية تطهير ( منفوحة ) تتجلى يوماً بعد يوم ، مع تصاعد وتيرة الشغب الاثيوبي الذي تشهده ، ففي المساء يعلن عن السيطرة التامة و نقل المخالفين لمراكز الإيواء تمهيداً لترحليهم ، و في الصباح نفاجأ بما يشبه فيالق الجيش في مسيرة إثيوبية منظمة ، هي أقرب لمسيرة تخريج فوج من معسكر تدريبي ما ، ومستحيل أن يكون أفرادها من البسطاء الذين أجبرتهم الحاجة على الهجرة غير النظامية و ليس لهم غرض إلا كسب القوت ، ثم تتهاوى شهب الأسئلة و الأحداث ، فهذا السفير الإثيوبي يخرج محتجاً ، وهذه إثيوبيا تستدعي السفير السعودي لمساءلته عن إجراءات سيادية ليس لها الحق في مناقشتها ، دون أن يعتذر منهم أحد عن الشغب الذي مارسه الإثيوبيون في بلد لا يمد يده إلا بالسلام و المحبة ، وهذه معسكرات الحوثيين التدريبية في إثيوبيا ، والتسلل الإثيوبي من خلال الأراضي اليمنية ، و الدولة الصفوية و دعمها للحوثيين ، و أطماع الصفويين التي ازدادت وقاحة و خبثاً ، و الموقع الذي أسسه التشادي المدعو منصور الحاج باسم ( ملتقى المواليد وقود الثورة القادمة ) بعد أن طالب بتجنيس سبعة ملايين من المخالفين الذين طالت إقامتهم في المملكة ثم ظهوره في قناة العالم مهاجماً المملكة ، حلقات من سلاسل متداخلة عنوانها الرئيس ( أمن الوطن ) و هو ما لا يتهاون فيه مواطن و لا مسؤول ، و إن كنا ابتلينا بمن يحاول تحقيق مكاسب فردية على حساب الوطن ، و يجهد في جمع الجماهير الوافدة بادعاء مقزز للمثالية تغيّب فيه الحقائق التي تنصف الوطن ليصفق له المشاغبون و يصنفه المتربصون بوطنه بالحقوقي و الإنساني ! إلا أن الحق يعلو و لن يعلى عليه ، والحقيقة تظهر ساطعة يحرق وهجها رؤوس الشمع فتذوب و تتشوه ! مؤسف ما نراه في ( منفوحة ) من تكتلات و توغل للمخالفين ربما لم يكن بالحسبان و غالبا لن يستطيع بلد إحصاء المهاجرين غير النظاميين كونهم لم يدخلوا البلد عبر المراكز الرسمية ، و نعلم أن في وطننا الحبيب ألف ( منفوحة ) و لا يجب أن نتوقع بعد ما رأيناه أن إنفاذ الحملة و ترحيل المخالفين سيكون سهلاً أو أنه بالإمكان أن نطمئن لهم و لمن وراءهم ! هؤلاء حولوا حملة ملاحقة المخالفين لما يشبه تطهيرالأحياء من المتسللين المعتدين .!! @511_QaharYazeed [email protected]