ظللتُ جالسًا على مكتبي يوم الخميس، مع نهاية دوامي الأسبوعي أُفكِّر وأُقلِّم أظافري، وعيوني مليئة بالحيرة، لأنني لا أعرف أين سأقضي إجازة هذا الأسبوع، ال"ويك إند"، كسائر شبابنا مع قرب الإجازات تتملّكهم الحيرة في قضاء وقت فراغهم الطويل. سألتُ نفسي سؤالاً بريئًا: ما يشغل بالك ويجعلك حائرًا؟ فقلتُ لنفسي: ليس أمامي خيارات كثيرة في هذا الأسبوع سوى الجلوس في المنزل حتى بداية الدوام، أو الجلوس مع أصدقائي، ونعود مجددًا لنفس الحديث الدائم، إمّا حشًّا في الزملاء والأصدقاء، أو أحاديثَ تَعصُّبٍ رياضيٍّ، وكلها أحاديث لا تنفع، بل تضر كثيرًا. نظرتُ إلى الموضوع بعينٍ أخرى، وقلتُ لنفسي: كيف نستطيع أن نجعل وقت الشباب ثمينًا، ولا يقضيه في التغزُّل، أو اللفلفة في الشوارع، وإيذاء الآخرين؟! فقلتُ: لو أن "بيوت الشباب" غير مغلقة في المساء وفي الإجازات بحيث تكون مهيّأة ومجهزة بشكل يتناسب مع توجهات وأفكار الشباب، ولا يمنع أن تكون باشتراك رمزي يتناسب مع الخدمة التي ستُقدَّم، لكانت قد ملأت أوقات الفراغ. وأيضًا نتمنى أن تكون في المجمعات التجارية صالات سينما تحت رقابة وزارة الثقافة والإعلام، تلبي احتياجات الشباب من الثقافة والمعرفة، بحيث تكون خاضعة للضوابط الشرعية. وهناك وسيلة أخرى لقضاء الشباب وقت فراغهم من خلال جمعية الثقافة والفنون، ففي كل منطقة هناك جمعية تهتم بالمواهب، ولكنها تغلق أبوابها في الإجازات، رغم تعطُّش الشباب لها، فما المانع أن تقوم الجمعية في كل منطقة بتقديم عمل مسرحي وبمقابل، ولو كل شهر مرة؟! هناك وسائل ترفيه للشباب لو استُخدمت وطُبّقت على شكلها الصحيح، لأنشأنا جيلاً شابًّا واعيًا ومثقفًا، وساهمنا في البناء الصحيح للمجتمع، لأن الشباب هو عماد المجتمع. دائمًا أتمنى -وربما تصبح الأماني واقعًا- أن نرى المؤسسات التي تهتم بالشباب تقوم بما هو مأمول. تويتر : @alzahraniawad [email protected]