سواء تصدّرت الدانمارك قائمة دول العالم الأكثر سعادة، بحسب مسح الأممالمتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، أو لم تتصدر، فالدول الأوروبية هي التي تتصدر كل عام قائمة العشرة الأوائل، حيث تتناوب الدانمرك، والنرويج، وسويسرا، والسويد، وأستراليا، ونيوزيلندا، وكندا، وفنلندا، وهولندا، وايسلندا، الكراسي العشرة الأولى، تتقدم أو تتأخر، ولكنها العشرة المروّقة، من عام لآخر، مما يعني أن هذه الدول تعيش -حقيقةً- الربيع الأوروبي الأخضر والمزدهر والمروّق.. لا قلاقل ولا اضطرابات، ولا تتدخل في شأن أحد، ولا أحد يتدخل في شأنها. عربياً، جاءت دول مجلس التعاون في مراتب متقدمة في القائمة، حيث جاءت الإمارات في المرتبة 14 عالميا، وعمان المرتبة 23 وتلتها قطر في المركز 27 فالكويت 32 ثم السعودية بالمركز 33، وتقاس السعادة بمدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم، والسؤال: هل الدول التي دخلت في بركان الربيع العربي، زادت أم نقصت سعادتها؟ وهل الربيع العربي جاء ليُعطي الناس مزيدًا من التعاسة أم مزيدًا من السعادة، حيث يُقال إن الربيع العربي جاء ليقضي على الفساد والمحسوبية، وبذلك يزيد الناس سعادة، إلا أن القلق والاضطرابات المصاحبة للتغيير يجعل السعادة، على عكس الربيع الأوروبي، بعيدة المنال. على سبيل المثال، احتلت مصر المركز 130 هذا العام في قائمة أكثر شعوب العالم سعادة، بينما كانت تحتل المرتبة 89 في فترة مبارك، وبهذا تكون مصر قد تراجعت 41 مركزاً بعد ثورة 25 يناير، وفي عام 2012 احتلت المرتبة 106، محققة تراجعاً بلغ 17 مركزاً نتيجة عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية، ثم تراجعت 24 مركزاً نتيجة الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد، مما يجعل القياس السنوي لدرجة الرضا والسخط مرتبطاً باستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويحتفل المجتمع الدولي 20 مارس بأول يوم عالمي للسعادة اعترافاً بأهمية السعي لها أثناء تحديد أطر السياسة العامة للدول، وضرورة اتباع نهج أكثر شمولا وتوازنا تجاه النمو الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على التعاسة. من هنا نطلب من دول الربيع العربي، في سوريا ومصر والعراق واليمن وليبيا وتونس، أن تجعل يوم 20 مارس، يوماً للربيع الأوروبي الأخضر وليس للربيع العربي.