عادت سوزان رايس مستشارة الامن القومي الامريكي بقوة الى دائرة صنع القرار وطالبت بتوجيه ضربات عسكرية محدودة لسوريا بعد نحو عام من تصريحات بشأن أزمة خارجية أخرى أدخلتها في مأزق وحولتها الى هدف صب عليه الجمهوريون جام غضبهم. وفي أول خطاب هام لرايس منذ ان تسلمت مندوبة الولاياتالمتحدة السابقة لدى الاممالمتحدة عملها في البيت الابيض في يوليو تموز قالت ان واشنطن عليها ان ترد على "وحشية" و"فظاعة" استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا. وصرحت رايس بان ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما تعتزم العودة الى المسار الديمقراطي لانهاء الصراع السوري لكن بعد "أي ضربات (عسكرية) محدودة" لتقليص قدرات الاسلحة الكيماوية لهذا البلد. وفي خطابها أمام المؤسسة الامريكية الجديدة في واشنطن قالت رايس "هذه الاعمال الوحشية الاخيرة على وجه الخصوص تعتصر القلب." ويجيء خطاب مستشارة الامن القومي الامريكي في اطار جهود ادارة أوباما لاقناع الكونجرس والرأي العام الامريكي المتشكك بتأييد ضرب سوريا. ووصفت رايس "الفوضى والارهاب الجهنمي" الذي حدث في الهجوم الكيماوي في سوريا يوم 21 اغسطس آب "بكل هؤلاء الاطفال الصغار على الارض وقد تحجرت اعينهم وتلوت أجسادهم." وتقول ادارة اوباما ان الهجوم قتل 1400 شخص من بينهم 400 طفل. واستطردت رايس "هذا لا يمكن ان يستمر. الولاياتالمتحدة كزعيمة وحيدة لا غنى عنها للعالم تستطيع بل يجب ان تتخذ اجراء بحرص وبمسؤولية وهدف الا وهو تقليص فرص حدوث هذه الفظاعة مجددا." وفي سبتمبر ايلول الماضي حين كانت رايس سفيرة للولايات المتحدة في الاممالمتحدة قالت ان الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي الذي قتل فيه أربعة أمريكيين من بينهم سفير الولاياتالمتحدة في ليبيا جاء نتيجة غضب عفوي لحشود مستاءة من شريط فيديو مسيء للمسلمين انتج في الولاياتالمتحدة ولم يكن من تنفيذ متشددين اسلاميين. وحين ثبت خطأ هذا الزعم اتهم اعضاء جمهوريون في الكونجرس رايس بمحاولة حماية ادارة اوباما خلال حملته الانتخابية الثانية وهو ما نفاه البيت الابيض. (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)