حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونجرس الأمريكي على سرعة التحرك لإجازة استخدام القوة العسكرية في سوريا بعد أن تلقى دعما أساسيا من العديد من خصومه الجمهوريين في الكونجرس للعملية العسكرية التي ينوي شنها على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي أكدت الأممالمتحدة أن ربع السوريين باتوا لاجئين أو مهجرين. وقال أوباما لزعماء الكونجرس خلال اجتماع في البيت الأبيض: إن واشنطن لديها خطة واسعة لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الحكومة السورية. وبينما كانت الشكوك سيدة الموقف قبل أيام في نتيجة أي تصويت داخل الكونجرس حول هذه العملية العسكرية، تلقى أوباما دعما أساسيا من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر الذي أيد القيام بضربات عسكرية على سوريا ردا على استخدام النظام للسلاح الكيميائي. وقال بونر للصحافيين: «الولاياتالمتحدة هي وحدها التي تمتلك القدرة على وقف الأسد وتحذير الآخرين في أنحاء العالم من أن انتهاج مثل هذا السلوك لن يتم التغاضي عنه». وأعرب أوباما أمس الأول قبيل سفره إلى السويد عن ثقته بنتيجة التصويت وشدد على أن أي تدخل في سوريا سيكون «محدودا ومتناسبا» و «لن يتضمن أي نشر لقوات على الأرض» مشددا على أن ما سيحصل لن يكون على غرار ما حصل قبلا في العراق وأفغانستان. وقال أوباما: إن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا «يمثل خطرا جديا على الأمن القومي للولايات المتحدة ولبلدان أخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة الأسد». لكنه كرر: إن أي عملية ستكون «محدودة» و «متناسبة» من دون نشر قوات على الأرض. بدوره، قال وزير الخارجية جون كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: «ليس الآن وقت الانزواء في مقعد ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة». كما وجه كيري رسالة إلى إيران الداعمة الأساسية لنظام دمشق في كلمته الموجهة إلى أعضاء الكونجرس لإقناعهم بصوابية الضربة العسكرية في سوريا. وقال كيري إنه لا يريد طرح قرار على الكونجرس بشأن استخدام القوة في سوريا بطريقة تستبعد خيار نشر قوات أمريكية على الأرض. وقال: «إيران تأمل بأن تشيحوا النظر عما يحدث. إن عدم تحركنا سيعطيها بالتأكيد إمكان أن تخطىء في نوايانا في أحسن الأحوال، أو حتى أن تختبر هذه النوايا». من جانبه شرح وزير الدفاع تشاك هيغل أهداف العملية العسكرية التي ستكون «خفض قدرات» النظام السوري على القيام بهجمات كيميائية أخرى و «ردعه» عن استخدام ترسانته هذه مرة ثانية. وقال: «نعتقد أن بإمكاننا تحقيق هذه الأهداف بعمل عسكري محدود بالزمن والمدى» مشددا على أن المقصود «ليس حل النزاع في سوريا بالقوة العسكرية المباشرة». من جانبه، قال رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي للكونجرس أمس إنه لم يكلف بتغيير الاتجاه في الحرب الأهلية السورية وإنما بإيجاد خيارات لتقليص القدرات العسكرية للرئيس بشار الأسد. وقال ديمبسي أمام لجنة في مجلس الشيوخ «لم أبلغ مطلقا بتغيير اتجاه الصراع، فقط أبلغت بتقليص القدرة». من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من مخاطر «عمل تأديبي» متخوفا من تأثيره على «الجهود لمنع مزيد من إهراق الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع». وشدد على أن أي عمل عسكري يجب أن يمر عبر مجلس الأمن الذي حضه «على تجاوز التعطيل» الحالي القائم بين الدول الغربية وروسيا. كما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أوروبا إلى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، معربا عن ثقته بأنها «ستفعل ذلك».. وصرح هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني يواكيم غوك «نجد نفسينا، كرئيس ألماني ورئيس فرنسي، بأننا نشعر بالاستياء نفسه ونندد بالمقدار نفسه» بالهجوم الكيميائي في سوريا في 21 أغسطس.