* استكمالاً لما تحدّثت عنه في المقالة السابقة عن العلاقة العضوية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، ويتساوى في ذلك المحافظون والعمال، والجمهوريون والديمقراطيون، وللتدليل على ذلك فإنه بعد صعود حزب العمال للحكم في بريطانيا عام 1945م، فإننا نجد رئيس الوزراء -آنذاك- كليمنت أتلي Attlee يخاطب الكونجرس الأمريكي على خلفية اندلاع الحرب الكورية عام 1950، قائلاً: إن العلم البريطاني سوف يرفرف إلى جانب العلم الأمريكي، وكان الأمريكيون يعلمون أن بريطانيا خارجة للتوِّ من الحرب بمديونية تقدر -آنذاك- ب496 مليون دولار، وهي بحاجة إلى الدعم الأمريكي المالي، وبعد سقوط حكومة "أتلي" عام 1951م، ظل العمال في الشتات لمدة تقارب "13" عامًا حتى فوزهم بزعامة هارولد ويلسون Wilson عام 1964م، وكانت قضايا جنوب إفريقيا، ورودسيا، وفلسطين هي الأكثر حضورًا على الساحة الدولية، وكان الموقف البريطاني متناغمًا إلى حدٍّ كبيرٍ مع الموقف الأمريكي، بل إن ويلسون تفوق على حلفائه الأمريكيين في دعم الكيان الصهيوني. * وعند اندلاع حرب الفوكلاند: Falkland في عام 1982م، ضرب الرئيس الجمهوري "ريغان" بجميع مصالحه مع دول أمريكا اللاتينية، ووقف إلى جانب الزعيمة البريطانية المحافظة مارجريت تاتشر، وعندما قرر ريغان ضرب البلد العربي "ليبيا" في عام 1986م، هيّأت تاتشر مجالها الجوي ومطاراتها لتقلع منها الطائرات الأمريكية انتقامًا من سلوكيات العقيد القذافي التي تجاوزت المدى المسموح به أمريكيًّا ودوليًّا. * زعيم المعارضة العمالي -آنذاك- (Foot) مايكل فووت 1980- 1983م، وهو الأكثر صدقية مع نفسه ووفاءً لمبادئه رفض اقتراح رئيسة الوزراء "تاتشر" بالموافقة على جلسة مشتركة لغرفتي البرلمان "العموم واللوردات" احتفاءً بالرئيس الأمريكي "ريغان"، إلاَّ أن "ديفيد كاميرون" نجح في إقناع زعيم المعارضة العمالي إيد ميليباندEd, Milbaand، بتكريم "أوباما" بما كانت تسعى تاتشر لفعله إزاء حليفها "ريغان"، ولكن ميليباند خذل كاميرون في التصويت إيجابيًّا لتوجيه ضربة محددة لنظام الأسد. تُرى هل هي بداية الانفصال بين الحليفين، أم أن الحلف سوف يعود لوضعه كما كان في حقبة تاتشر وريغان؟