منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية أرسى كل من تشرشل وروزفلت قواعد علاقة راسخة بين كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وعندما صعد العمال في عام 1945م لم يكن زعيمهم – رئيس الوزراء – آنذاك – كليمنت أتلي Attlee بأقل حماسة إزاء القوة الصاعدة – أمريكا – فلقد أعلن في خطاب له أمام الكونجرس الأمريكي بأن العلم البريطاني سوف يرفرف حيث يكون نظيره الأمريكي، وحاول أنتوني إيدن بعد استقالة تشرشل أن يخرج على قواعد اللعبة فهددت الولاياتالمتحدة بسحب دعمها للعملة الإنجليزية – والعرب نسوا بواعث ما فعله إيزنهاور – الرئيس الأمريكي آنذاك – وهو أنه لم يطلب من أطراف العدوان الثلاثي –آنذاك- الانسحاب فوراً من الأراضي المصرية حباً في عيون العرب ولكنه كان الإنذار الأقوى بصعود القوة العالمية الجديدة على الساحة الدولية، وأدرك الإنجليز من ذلك التاريخ أن حاجتهم الملحة للحليف الأمريكي أكثر من حاجة الأمريكي للإنجليزي الذي آذنت شمسه بغروب، وفي الستينات تحالف العمالي البريطاني ويلسون مع الجمهوري نيكسون وخصوصاً في حرب حزيران 1967م، ولم يقبل الأوروبيون وخصوصاً الفرنسي – ديغول – بانضمام بريطانيا إلى السوق الأوروبية المشتركة إلا في السبعينيات الميلادية بجهود إدوارد هيث 1970- 1974م ولكنه دفع الضريبة لنزعاته المعتدلة بسقوطه في الانتخابات لصالح هارولد ويلسون العمالي الذي كان أكثر التزاماً من خصمه بأمن إسرائيل. * في الثمانينيات الميلادية ازدادت العلاقة بين تاتشر المحافظة وريغان الجمهوري رسوخاً وقوة وأرادت تاتشر أن تكافئ ريغان على موقفه معها في حرب «الفولكلاند» فرعت عند زيارة ريغان لبريطانيا في عام 1983م بأن يلقي كلمة أمام اجتماع مشترك لمجلسي العموم واللوردات ولكن الزعيم العمالي الكبير مايكل فووت Foot رفض ذلك بشدة، وأخيراً حاز باراك أوباما الديمقراطي بما لم يحزه ريغان ومن بعده بوش، وفي الوقت الذي كان يلقي أوباما كلمة هي أقرب إلى الإنشائية الفضفاضة أمام المجلسين كان الزعيم الإسرائيلي يلقي كلمة أمام الكونجرس بصلف وكبرياء، إنها ليست مصادفة فما يربط أمريكا وإسرائيل وبريطانيا أكبر من العلاقة بين ديمقراطي ومحافظ.