* يروى عن الزعيم الروسي السابق والشديد الذكاء «خورتشوف» أنه قال في إحدى زيارته لبريطانيا: «لو كنت إنجليزيًا لصوت لصالح (المحافظين)»، في إشارة إلى عدم وضوح سياسة حزب العمال الاشتراكي -آنذاك- من مجريات الحرب الباردة. * مع حدث وفاة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر 1925- 2013م لم يغب عن ذهني مشهد الزعيم السوفيتي الإصلاحي الآخر «جورباتشوف» Gorbachev وهو يقف على مدخل 10 دواننغ ستريت بجانب تاتشر التي قالت عباراتها الشهيرة - بعد اجتماعها معه- عام 1984م «هو الرجل الذي أستطيع القول: إنه بإمكاني التعامل معه».. ولقد عرف عن «جورباتشوف»، وَلَعه بالحياة البريطانية وكان مظهره فيما يرتديه من ملابس أقرب إلى الإنجليز منه إلى الروس، ولم تختفِ تاتشر عن المشهد السياسي البريطاني في عام 1990م حتى احتفلت مع الزعيم الاشتراكي الفرنسي فرانسوا ميتران بنهاية الحرب الباردة، وتاتشر هي التي أقنعت رونالد ريجان بالتعامل مع القيادة السوفيتية الجديدة -آنذاك - بعد أن كان الرئيس الأمريكي الجمهوري ينعت الروس بإمبراطورية الشر. * ولقد استطاعت تاتشر بعد مجيئها رئيسةً للوزراء في عام 1979م أن تحد من جموح النقابات العمالية التي تمادت في حقبة الزعيم العمالي جيمس كالاهان Callaghan، المحسوب -أصلاً عليها- مما تسبب فيما عرف في أدبيات السياسة البريطانية ب «شتاء الاستياء أو الغضب»، حيث ظلت جثث الموتى دون دفن بسبب الإضرابات التي قُننت فيما بعد عن طريق تصويت كل عضو في أي نقابة ولا يحق -بالتالي- لزعماء النقابات بالتفرد في القرار. * وانسحب الأمر كذلك على المؤسسة العمالية التقليدية التي كانت ترتدي معطف الاشتراكية ولم يستطع الزعيم التاريخي مايكل فودت ومن بعده «نيل كينيك» أن يقف في وجه التغيير في المؤسسة نحو اليمين تارة والوسط تارة أخرى، حتى فوز «توني بلير» بانتخابات عام 1997م، وشطبه عن طريق صندوق الاقتراع مصطلح «الاشتراكية» من بيانات الحزب، وكانت تاتشر والتاتشرية المورثة عن الأب الروحي ل»تاتشر» كيث جوزيف Joseph هي ما اصطبغت به حقبة «بلير» الذي أشارت تاتشر -يومًا- بأنه ابنها أو وريث سياستها. * وإذا كان زعيم المعارضة العمالي «إيد ميلباند - Miliband»، ذكر في كلمته في يوم تأبينها في مجلس العموم أن من أخطائها الشنيعة هو موقفها السلبي من الزعيم الإفريقي «مانديلا» فإنه مما لا يمكن تجاوزه هو موقفها السلبي كذلك من الزعيم الفلسطيني «عرفات».