* زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كميرون لعدد من الدول العربية يفتح الباب مجدداً أمام المملكة المتحدة لقيام علاقة متكافئة وندية مع هذه الدول، وللتأريخ فإن بريطانيا من أكثر الدول العربية التي يفترض أن تكون متفهمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فقد برزت منذ الحرب العالمية الثانية شخصيات سياسية مناصرة للحق العربي والإسلامي في فلسطين ويبرز في هذا السياق اسم وزير الخارجية في حكومة العمال 1945 – 1951م "إيرنست بيفين" Bevin، الذي يذكر نائبه –آنذاك – كريستوفر مايهو Mayhew، أن "بيفين" كان يكره "الصهيونية" ويعتقد أنها حركة عنصرية، ولهذا ظل "بيفين" هدفاً لحملة مناهضة وعدائية داخل حزب العمال، إلى بعد وفاته، (1881 – 1951)، وقد اتهمته المنظمة الصهيونية الاشتراكية داخل حزب العمال والمعروفة باسم Parole-Zion بأنه معاد للسامية وهي تهمة جاهزة لدى أنصار الصهيونية. * وعلى الرغم من التوجه الخاص لرئيس حزب العمال البريطاني الراحل هارولد ويلسون 1964 – 1970م، إلا أن مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة "هيوفووت" – والمعروف باسم لورد كاردون Cardon وكان أثناء حقبة الانتداب البريطاني على فلسطين محافظاً لمدينة نابلس. لقد استطاع "فووت" أن يصوغ قرار (242) الذي لم ينفذ حتى الآن مع أنه قرار صادر عن مجلس الأمن، وعلى الرغم أيضاً من تعاطف مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية 1979- 1990م مع الإرث اليهودي بحكم تمثيلها لدائرة "فنشلي" ذات الأغلبية اليهودية، إلا أن تعيين اللورد كارنغتون Carrington وزيراً للخارجية للفترة الأولى من حكم تاتشر 1979 – 1982م مثَّل نقلة هامة لحزب المحافظين من حيث الوقوف على الرؤية العربية وتأييدها، فكان له دور في مبادرة الاتحاد الأوروبي –الشهيرة- آنذاك والمعروفة باسم إعلان البندقية الذي يدعو للاعتراف بالحقوق الفلسطينية، كما يشيد "كارنغتون" في مذكراته بمبادرة الملك فهد –رحمه الله- في أوائل الثمانينيات والتي تمثل منطلقاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله السلمية والتي للأسف الشديد لم تظهر إسرائيل أي تفهم متكافئ معها. * في الختام يمكن القول: إن بريطانيا مدعوة لأخذ مبادرة جدية إزاء قيام الدولة الفلسطينية الموعودة.