* عندما تشكَّلت أول حكومة عمَّالية بريطانية بعد الحرب العالمية الثانية وتحديداً في عام 1945م، قام رئيس الوزراء كليمنت أتلي Attlee بزيارة للولايات المتحدةالأمريكية والتي كانت متورطة في الحرب الكمبودية خاطب (أتلي) الكونغرس الأمريكي بأن علم بريطانيا سوف يظل مرفرفاً إلى جانب العلم الأمريكي في أي مكان في العالم. وكأنه بذلك كان يُشير إلى أنه لا يقلُّ عن محافظي بريطانيا إرتباطاً بأمريكا سياسياً. * سقطت حكومة (أتلي) سنة 1951م، ولم تعُد إلى دواننغ ستريت إلا في عام 1963م بزعامة هارولد ويلسون والذي كان يتفق مع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون في الولاء المطلق للحركة الصهيونية. قليل اليوم من يتذكرون لقاء ويلسون ب(جونسون) قبل أيام من إندلاع حرب حزيران 1967م، وكان لقاؤهم في أمريكا يشبه إلى حدّ كبير التقاء فرنسا وبريطانيا وإسرائيل في شنِّ هجوم على البلد العربي (مصر) وقد وقع بروتوكول الحرب في فرنسا والذي سعى أنتوني إلى تمزيقه قبل استقالته كرئيس للوزراء ولكنه ظهر بعد ذلك في كثير من الأدبيات السياسية البريطانية وخصوصاً في مذكرات رئيس الوزراء البريطاني الراحل إدوارد هيث 1970-1974م. * الوزير المقرب من ويلسون، ريتشارد كروسمان CROSSMAN يذكر أنه كانت أجواء الفرح الصاخب تغمر جوانب دواننغ ستريت للنصر الذي حققته إسرائيل ضد العرب في حرب 1967م، بل أن سلوكيات وزراء ويلسون كانت تتسم بما يعرف بالولاء المزدوج ف(كروسمان) يشير في مذكراته أنه كان سعيداً بعد مغادرته مجلس العموم في يوم الاثنين الخامس من حزيران باستقبال السفير الإسرائيلي في بريطانيا آنذاك Remez الذي أخبره بأن إسرائيل عازمة على احتلال الضفة الغربية وانتزاعها من الأردن، وذكر جيرالد كوفمان. وكان يعمل كاتباً لخطابات ويلسون بأن الأخير كان يبعثه يومياً أثناء الحرب للسفارة الإسرائيلية لتقديم الدعم الذي تحتاجه إسرائيل، لقد كنت استمع إلى أحد شهود العصر الأستاذ محمد حسنين هيكل في حلقاته في قناة الجزيرة وكنت أتمنى أن يشير إلى هذه المواقف البريطانية المنحازة في حرب حزيران إلى جانب إسرائيل وبالمناسبة فإن وزير الخارجية-آنذاك- (جورج براون) كان صهيونيا من النوع المتفوق .