في بداية عام دراسي جديد نلتقي في صروح التعليم مع أجيال قادمة إلى دور العلم تحمل طموحات لمستقبل مشرق يبحثون عن العلم والمعرفة والفكر والثقافة، وصقل الموهبة، وتبني الإبداع، وتعلم وممارسة فنون الإتقان والجودة في الأداء. عام جديد يحمل معه بشائر خير وبركة بهمّة عالية، نحلم بأن تسود أجواء مدارسنا وجامعاتنا، تشمل المعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعات على حد سواء. القادة التربويون المخططون والمنفذون كل في موقعه نأمل منهم الكثير من أجل أبنائنا وبناتنا، من أجل الوطن الذي ينتظر منا الكثير. من أجل أن يتحقق الحلم والأمل في التميز والإبداع لابد أن نسعى جميعًا لتوفير بيئة تعليمية جاذبة محفزة، ولنا في مدارس الهيئة الملكية ومدارس أرامكو المثل والقدوة.. كم نتمنى ونحن نملك الإمكانات المادية والبشرية أن نضع هذا الأنموذج الناجح بكل المقاييس محط أنظارنا، ونقتدي بنهجهم ونسير على خطاهم، وتحية من الأعماق لمن يدير هذا الصرح المفخرة في وطني، ويشرف على تميزه وتوفير كافة متطلبات العملية التعليمية، وكم هم محظوظون من ينالهم هذا الدعم، وهذه الرعاية في كل من الجبيل وينبع بالهيئة الملكية. كثير من مدارسنا مازالت تحتاج إلى إعادة التأهيل والتجديد والمتابعة والرقابة، وقاعات المحاضرات في كثير من جامعاتنا تحتاج إلى مزيد من التجهيزات التقنية، واسمحوا لي أن أقول: إن دورات المياه أيضًا تحتاج إلى الصيانة والاهتمام. النظافة في كل مكان تنادي من يهتم بشأنها، فلا يمكن لمعلم أو معلمة أن يشعر بالانتماء والراحة النفسية والسكينة والرغبة في العطاء وهو يتلفت حوله في مكان غير نظيف حتى يضطر آسفًا أن يستأجر من ينظف المكان بماله الخاص، أو أن يقوم هو بالتنظيف، وتلك والله ليست مهمته التي من أجلها خرج من بيته. الجودة في الأداء تتطلب جودة في العلاقات الشخصية والتعاملات فيما بيننا، فلسنا بحاجة إلى حفظ كلمات جوفاء وتنميق العبارات وترديدها، ومن ثم نعاني بأن بيننا من يحدث ويكذب، ويعد ويخلف في وعوده، والمصيبة العظمى عندما يكون قائدًا ومحط الأنظار. رسالة الى كل تربوي وتربوية: جيل اليوم أكثر وعيًا وأكثر طموحًا، ولديه طاقات وقدرات خلاقة جديرة بالاهتمام والرعاية. من أجل كل موهبة واعدة في وطننا الغالي لنعمل معًا من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات التي نقدمها في دور التربية والتعليم. نحن بحاجة إلى مزيد من الثقة بأنفسنا وقدراتنا، ومزيد من مشاعر الحب للوطن وتترجم إلى أفعال، وبمزيد من الرقابة الذاتية والخوف من الله في تأدية الأمانة الذي يرى ويطلع ويحاسب في كتاب يسجل كل صغيرة وكبيرة. هنيئًا لك يا من حملت مشعل النور والعلم والمعرفة، واستشعرت عظم هذه الأمانة، فوالله لن يخيب سعيك أبدًا.. وستلقى الله وأنت مسرور.. (ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم). [email protected] [email protected]