في ختام عام دراسي وبعد موسم الاختبارات النهائية ننتظر بشغف حصاد الطلاب ونتائجهم ولتبدأ انطلاقة خريجي الثانوية العامة نحو بوابة الجامعات. توقفت حول ما أثير مؤخرًا عن الفجوة التي اتضحت لوزارة التربية والتعليم بين نتائج الطلاب في التحصيل الدراسي مقارنة بنتائج اختبارات القدرات، وكانت صدمة للتربويين ولأولياء الأمور على حد سواء وطرح هذا الموضوع عبر وسائل الإعلام في برنامج الأستاذ داوود الشريان- الذي أهنئه على حسن اختياره للموضوعات التي تهم كل شرائح المجتمع، تساؤل مطروح وبقوة إلى من يعود سبب هذه الفجوة؟!. المهتم بالشأن التعليمي في حيرة من أمر التعليم، فالمناهج طوّرت، وخطط التطوير اعتمدت، ومعلمون من المفترض أنهم درّبوا وتم تأهيلهم، فأين الخلل؟!. أعتقد من خبرتي في هذا المجال أننا بحاجة إلى أن نواجه واقعنا ونشخص علتنا بمنتهى الشفافية دون غضب ممن على رأس العمل من القيادات والمعلمين والمدراء من الجنسين لأن الضحية هم جيل بأكمله. هناك لغة حوار مفقودة، وهناك ضعف جلي وضبابية في معنى وقيمة الإنجاز، إنها ثقافة تحتاج إلى تأصيل ورؤية ورسالة وهدف لابد أن نعي معنى هذه المفردات إن أردنا فعلًا حل المشكلة، فطلابنا اليوم ليسوا طلاب الأمس وبالتالي لابد أن يكون من ينتمي للتعليم اليوم ليس من كان بيننا بالأمس. هناك قيادات ومعلمون ومعلمات طال بقاؤهم في أماكنهم دون تغيير لا في فكرهم ولا في مواكبتهم للتطوير الذي تم بسرعة كبيرة وما زالوا يمارسون أساليب قديمة غير مقبولة إطلاقا في عصر التحديات. مدرسة اليوم تحتاج إلى إعادة النظر في توجهاتها وفكر من يديرها لتكون مدرسة للمستقبل. اللغة التي يخاطب بها الطلاب في معظم مدارسنا ليست لغتهم التي يفهمون ولا تلبي احتياجاتهم ولا تحقق أهدافهم وتطلعاتهم، هناك فجوة كبيرة في مدارسنا، وظهرت في نتائج التحصيل والقدرات. البيت يحتاج إلى إعادة ترتيبه من الداخل من أجل مصلحة الوطن والفرد والمجتمع. همسة تربوية: جرّبوا تقنية الإنجاز وستلمسون فرقًا كبيرًا في حياتكم لننضم جميعا إلى سجل المنجزين. بادروا بالتغيير نحو الأفضل من أجلكم -قادة ومعلمين وطلابا وأولياء أمور- كلنا شركاء من أجل مخرج تعليمي متميز نفخر ونفاخر به بين الأمم. [email protected]