لم يدر بخلد حسن القحطاني وهو مواطن يعمل في القطاع الحكومي قدم من جنوب المملكة ليقضي إجازته وهو عائلته بمدينة جدة، لم يدر بخلده أن حصوله على شقة مفروشة سيستغرق منه قضاء ساعات طويلة ليجوب شوارعها بحثا عن سكن بسعر مناسب، وفيما هو يطوف وجد أخيرا شقة مكونة من غرفة واحدة بشارع فلسطين مقابل 250 ريالا عن كل ليلة سيقضيها هناك. رضخ حسن للأسعار الموسمية التي تشهدها الشقق المفروشة هذه الأيام بجدة بسبب إجازة عيد الفطر، بعد أن أنهكه التعب وهو يجوب الطرقات ليستأجر تلك الشقة، ثم كان عليه أن ينتظر بعضا من الوقت منتظرا العامل الذي سيحمل أمتعته فهو الوحيد الذي يقوم بهذه المهمة، وبعد كل هذا المشهد تفاجأ بشقة ذات خدمات متواضعة ليست بالمستوى المطلوب واصفا الشقة بأنها «لا تصلح للسكن». ويشهد قطاع الإيواء في جدة خلال إجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام نسب إشغال عالية مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك بحسب بعض العاملين في تلك الدور، حيث أشاروا إلى تحقيق نسبة تجاوزت ال40% في الفنادق، مقارنة ب80% في الشقق المفروشة. وأرجع مسؤولون ومستثمرون في قطاع الفنادق والشقق المفروشة في عروس البحر الأحمر سبب تنامي طلبات الحجوزات على السكن في هذا القطاع إلى إجازة عيد الفطر المبارك الطويلة التي، حيث تعدد المناسبات العائلية بما فيها موسم الزيجات، إضافة إلى تنوع وتعدد فعاليات العيد التي تنظمها أمانة المحافظة. وعند قيامنا بجولة على عدد من الشقق في وسط جدة لفت انتباهنا مشهد آخر، إنه لأحمد خالد الهزاني (28 عاما) حيث بدت في ملامحه علامات الغضب والتذمر، حيث خرج من إحدى الشقق في الطابق الأرضي متذمرا من حال شقته التي لم يمضي على استئجارها سوى ليال معدودة حيث كان يتوقع وجود ثلاجة لكن الواقع كان غير ذلك، وعندما خاطب مسئول الاستقبال بأن لديه دواء ويحتاج أن يضعه في الثلاجة رد عليه:» اعطينا دوائك ونحن سنضعه لك في أي حاجة»! أما طارق أحمد (32 عاما) فقد قدم من القصيم لقضاء إجازة العيد بجوار أقاربه بجدة لكنه صدم بالأسعار المرتفعة حيث تبلغ الليلة الواحدة لغرفتين 500 ريال متسائلا: «هل ازدادت مساحة الشقة أم ازداد حجم الأثاث، حتى تتم زيادة السعر»؟ أما في منطقة البلد والتي تعد أكثر المناطق وجهة للزوار خلال إجازة العيد لتوسطها جدة، وقربها من مواقع الاحتفالات، فقد كانت هي الأخرى الأكثر طلبا من الزوار من خارج المحافظة، وبحسب عابد الجدعاني، وهو زائر من خارج جدة، فإن الشقق المفروشة في منطقة البلد قد أشغلت بالكامل قبل العيد بيومين، الأمر الذي جعله يسكن في شمال جدة على مضض منه. من جانب آخر قال عبدالله العايد وهو مستثمر في إحدى الشقق المفروشة أن الشقق المفروشة بمدينة جدة تحظى في هذه الأيام بطلب متزايد من قبل الكثير من الأسر السعودية التي تفضل هذا النوع من السكن مقارنة بغرف الفنادق لملاءمتها لمتطلبات هذه الأسر، وكذلك لأسعارها المنخفضة والتي تتراوح ما بين 200- 800 ريال في الليلة الواحدة.